*يكون عملا مستقلا أو في مكتب له فيه حق الاختيار والانتقاء في أي قضية يعمل ,,
*وشروط العمل تنقسم إلي شرطين؛ عقدي والآخر يتعلق بالأحكام، وجانب آخر أخلاقي سلوكي.
**أما العقدي فينقسم قسمان: باطنٌ وظاهر.
-فأما الباطن: البراء من الحاكمية لغير الله ومن حاكمية واضعي الدستور وسانِّي القوانين الوضعية، والولاء والتسليم لله-حاكميته- ولِحَقه في وضع دستور وقوانين تحاكمنا، ومن الحكم بغير شريعته وللحكم بشريعته المنزلة، الشريعة الأحكم الأعدل.
-وأما الظاهر: بأن لا يلامس من يزاول المحاماه أيًّا مما تنطبق عليه الموانع في الجانب النظريز
فمثلا: لا يصح أن يلبس أحدًا تهمة لأجل تبرئة وكيله منها أو حتى تعريض أحدٍ لطائلة ذلك القانون الوضعي أو الحكم الجاهلي.
والناس على ثلاثة أصناف أو أحوال؛ السياسيون والأمنيون، مظلومون في قضايا مختلفة، مرتكبي الجرائم والجنايات.
الصنف الأول: الدفاع عنهم وتبرئتهم مشروعة وواجبة.
الصنف الثاني: وهم أغلب وأكثر القابعين في السجون ممن قدر عليهم ظابط-قدر الله عليهم-أو أي حقير له واسطة-لا شفع الله فيه نبيه- . واجب مع كون ذلك بنية وفي سبيل دعوتهم..ومالا يدرك كله لا يترك كله، فإن لم يستطع إخراجهم وتبرئتهم فعلى الأقل تخفيف العقوبة الواقعة عليهم.
الصنف الثالث: فموضوعهم معنا إشفاقنا عليهم-حالهم من المعصية وتحاكمهم لنظام فاجر جاهلي-وغضبنا أيضًا عليهم ،فعلينا السعي لإخراجهم بنية دعوتهم لله ولكن بشرط رد الحقوق التي عليهم لمن له حق ودفعهم لإعادة تلك الحقوق.
وسبب فعل ذلك في جانبين: رباني وإنساني.
الرباني: إعمالًا لحق ربنا فينا نحن عباده بما شرعه لنا وعلينا.
الإنساني: رفع الظلم والفسق والفساد عن الناس ولكي يعيشوا أحرارًا، أحرارًا بعبوديتهم وبتحاكمهم لله وشريعته.
**الشرط المتعلق بالأحكام(الجانب الشرعي): عدم التورط في فسق أو ظلم أو فساد.
**الشرط السلوكي الأخلاقي: لا تتورط في غش أو كذب على المسلمين، أما إن كان على هيئة القضاء بما لم يقضِ الله فنعم.
وتعقيبا، فموضوع الثغرات جائز فهوعلى المستوى النظري في نفسه طاعن هادم لنظام التحاكم الوضعي ويحقق المراد العملي وهو صلب رسالة المسلم المشتغل بالمحاماه، أي إخراج وتخليص الناس من وطأة التحاكم لغير شريعة الله.
2016
عن الملعون سفير روسيا، وعن
عن الملعون سفير روسيا، وعن السيد الوالد “مولود”:
المحمودُ اللهُ جلَّ جلالُه، والمصلَّى عليه محمدٌ وآلُه، وبعد:
– صياغة الحكم الفقهي مجمَلًا بأسلوبٍ أدبيٍّ؛ لا ينزع عنه الفقهية.
– دين الله مولانا -علا وتعالى- أن الرسل لا تقتل، مفخرةً من مفاخره.
– عقد الأمان من محاسن الإسلام الكريمة، وهو شريعةٌ لجميع المسلمين.
– في القتل غدرًا تفصيلٌ فقهيٌّ يعرفه أهله، لا كما تظن جماهير المسلمين.
– الخلاف في هذه المسائل بين أهلها (البصراء بالفقه والواقع)؛ سائغٌ محتملٌ.
– رضي الله عن أحبةٍ كرامٍ من طلاب العلم؛ حذروا الناس القول فيها بغير علمٍ.
– ما عواطف أقوامٍ بأضرَّ على الإسلام وأهله؛ من جفاف آخرين، وكلٌّ يضر.
لم أتكلم هنا في أمان عدو الله وقع أم لم يقع، ولا بم يقع الأمان، ولم أقل إنه يقتل لأنه كان محاربًا على وجهٍ مخصوصٍ، وفي كل هذا تفصيلٌ.
المنشور في حرفٍ واحدٍ تجاوز هذا كله؛ لو كان رسولًا ولا والله الحقِّ لا يكون، وأمَّنه السادة الصحابة -رضي الله عنهم- أجمعون، ثم دخل ديار (المسلمين) فنقض عهده (بما هو معلومٌ من وظائف السفراء -اليوم- الاستخباراتية والحربية، وبما هو كائنٌ من “بوتين وأردوغان” إذ يحارب الأول الإسلام يحرق -الساعةَ- أهله، ويحارب الثاني الإرهاب!!)؛ أيبقى أمانه مع كل هذا؟!
أكثر المتكلمين هنا في الأمر لا يبلُغون هذا منه؛ يتكلمون في أنه رسولٌ، وأن له أمانًا. قد سلَّمنا تاركين المناقشة الآن؛ أيبقى أمانه بعد نقضه العهد بمثل ذا؟!
جمهرة نقولات إخواننا -المتواضعين بالعلم والمتكبرين به- معلومةٌ لا تخفى، ولم يختص الله فلانًا وفلانًا بحقائق العلم ودقائقه كما تُوِهِمُ الطريقة النكراء.
وكلامي هنا في معنىً واحدٍ؛ معرفة عمل السفارات وعمل أهليها ولا سيما ساعة الحرب، ثم معرفة ما لروسيا وتركيا وما بينهما فيها، ثم البحث في “نقض عهد الأمان” بم يكون، ثم ما لناقض العهد على هذا الوجه -إن ثبت له- من أحكامٍ في الإسلام.
أما القائلون إنه لا يقتل لما يكون به من مفاسد عظمى؛ فما أطيب القصد وما أعجب الكلام! ثم إنه قدرٌ قدَره الله -عزيزًا حكيمًا- فوقع الكلام بعده لا قبله، وله قلت: “وسلوا الله حسن العواقب”.
أما وصف “ابنُ كلبٍ”؛ فهو لنوع فقهٍ لا يحصي المؤمنون مخازيه قديمًا وحديثًا.
ولم أقل “مولود” في أعلى عليين، بل قلت في روحه: “سارحةً بإذن ربها”.
ولم أعقب على تعقيب أحدٍ آذى أحدًا؛ إلا داعيًا: “غفر الله لنا وهدانا أجمعين”.
ومحوت تعليقًا لسيساويٍّ، وتعليقاتٍ لبعض مجاذيب أردوغان فيها سبٌّ وتقبحٌ، وأخرى لبعض أنصار الدولة فيها تهمةٌ بالظن أو قذفٌ للعرض.
اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
عن خطباء الجمعة. الحمد لله؛
عن خطباء الجمعة.
الحمد لله؛ لم يأمر الخطيب بمنكرٍ، ولم ينه عن معروفٍ.
ليس عجيبًا أن نقول مثل هذا بعد انقضاء عامة الجُمُعَات اليوم.
وربما نقول غدًا: الحمد لله؛ لم يأمر الخطيب بشركٍ، ولم ينه عن توحيدٍ.
إن عبدًا جعل الله قدميه فوق رؤوسنا إذ يخطب؛ لحريةٌ به تقوى الله فينا ساعةً.
لا ساعةً يخطبها، فالسُّنة أن وقتها دون هذا، والاستثناء لا يشمل عامتهم.
بل ساعةً ينظر فيها ما يتكلم به، وكيف، ثم يطالع فيه ما يسر الله من هدىً.
ليس ركنًا في الخطبة ولا واجبًا فيها؛ ما تشتهيه نفوسنا من الكلام في كذا وكذا.
لكن مكروهٌ أن يكون حرفها ضئيلًا أو قاصرًا أو شائهًا أو كل هذا.
وحرامٌ أن يكون في تجهيلٍ أو تخذيلٍ أو تضليلٍ أو كل هذا.
إن السادة الفقهاء إذ يختلفون في اشتراط طهارة الخطيب من الحدثين الأصغر والأكبر، يتفقون على اشتراط براءته من الطاغوت الأكبر والأصغر.
وإذ يختلفون في لباس جسده، يتفقون على لباس التقوى، ويقولون: ذلك خيرٌ.
لكن الصدق -عباد الله- أقول لكم: ليس كل من لا يعجبوننا سواءً:
منهم صادقون صالحون، وإن كانوا في معرفةٍ واجتماعٍ وبيانٍ فقراء.
أولئك حقهم شكران خيرهم، والدعاء لهم، واحتمال قصورهم، والتسديد في خطئهم.
خطب أحدهم خطبةً حسنةً ثم قال في دعائه: اللهم وفق ولاة أمورنا.
فلما فرغ أتيته فعانقته شاكرًا له وداعيًا بخيرٍ، ثم قلت له: هل ترى “أمرًا” يا مولانا حتى يكون له “وليٌّ”؟! حدَّق في وجهي راضيًا وقال: صحيحٌ.
شاء الله لصاحبكم أن يخطب الجمعة خمس عشرة سنةً، كان الناس يحسبونني -بما يروقهم مني- غنيًّا مستغنيًّا، وكنت أفقر الناس إلى شدِّ الأزر والنصح بخيرٍ.
ومنهم صادقون، لكن لا ناقة لهم في الباب ولا جمل، تصبروا معهم بالذكر.
شيوخ الحيض والنفاس! هذه مقولةٌ
شيوخ الحيض والنفاس!
هذه مقولةٌ فاسدةٌ نكراءُ من وجوهٍ، لا تسُوغ من أي أحدٍ بأي قصدٍ؛ يقال: عامة المشتغلين بالفقه لا يتجاوزون هذا الباب إلى غيره.
الوجه الأول: أن هذا الباب الكريم من جملة أبواب شريعة الرب علا وتعالى، وشريعة الله ثقيلةٌ كلها، مجيدةٌ كلها، لازمةٌ كلها.
الوجه الثاني: أنه من أخص أبواب الطهارة، والطهارة من أخص شرائط صحة الصلاة، والصلاة من أخص أركان الإسلام.
الوجه الثالث: أن من خبر حال غالب نسائنا -أكرمهن الله- في هذا الباب؛ عرف سعة حاجتهن إلى فقهه، لا سيما الطوارئ فيه والعوارض.
الوجه الرابع: أن عامة المشتغلين بهذا الباب لا يتقنون دقائق مسائله، بل لهم منه صورته، كما هو شأن الكثرة الكاثرة في غيره.
الوجه الخامس: أن كثيرًا من المتهوكين اليوم في مصائر الناس؛ هم المستخفون بالأمس بمسائل الحيض والنفاس، ونحوها مما هو بالفقه أساسٌ.
الوجه السادس: أن الجهل المركَّب بأبواب السياسة الشرعية والجهاد ونحوها؛ لا يُرفع بالتشنيع على أبوابٍ من الملة أخرى.
نحن في عامة (ديننا ودنيانا) اثنان غاب ثالثنا؛ إما متطرفٌ إلى ميمنةٍ، وإما متطرفٌ إلى ميسرةٍ، والثالث القليل سبيلُه التوسط.
لا أقول: إن مسائل الإسلام سواءٌ، ولو كانت كذلك لاستوت أركانه وواجباته ومستحباته ومكروهاته ومحرماته ومباحاته.
يا رسُل رسول الله في العالمين: لا ترفعوا للخونة والدراويش بينكم رؤوسًا، لكن لا تكونوا في نقض شعبٍ من الدين فؤوسًا.
إنَّ للإسلام خارطةً؛ تفرَّد الله بوضعها، واستأثر بحدِّ حدودها.
وما جنى في العالمين عليها -أسيفًا أكتب هذا- كقبائل الإسلاميين.
فأظهِروا كلَّ ما بها، وزِنُوا بالقسطاس أوزانها، وأوقعوها على مواقعها.
ألا إنَّ من كتم شيئًا منها، أو بدَّل وزنه، أو موقعه؛ فقد خان الله والإسلام.
قد يئس الشيطان أن يُحرِّف أولو الإسلام بيانه، لكنه رضي أن يبدلوا أوزانه.
أما قديمًا؛ قبل أن يفترق القرطاس والسيف:
كانا على الحق أخوين حميمين، متساندين لا متعاندين.
كان القرطاسُ صفحةَ السيف، وكان السيفُ ريشةَ القرطاس.
لا يضرب السيفُ إلا بنور القرطاس، ولا يُسْطَرُ القرطاسُ إلا بظل السيف.
لم يقلِّد رسولُ الله أبا هريرة سيفَ خالدٍ، ولم يناول خالدًا قرطاسَ أبي هريرة.
لكنه علَّم الشيخ صَفَّ قدميه في الجند؛ حين يُثني القائدُ ركبتيه في الحلقة.
طبعًا السفير الروسي رسول! ألا
طبعًا السفير الروسي رسول!
ألا ترونه يأتي برسالةٍ من قائد الروس في بلادهم إلى أمير المؤمنين في بلادنا، فيعقل دابته عند باب مسجدنا الجامع، ذلك الذي يقيم الصلاة فيه أميرنا، ويجمعنا فيه على مصالح معاشنا ومعادنا، ويبعث منه السرايا ويجيش منه الجيوش؛ حتى يسلِّمها إليه، وقد يضطره السفر أن يبيت ليلته في بيتٍ من بيوتنا، ليرجع من غده الميمون بجواب أميرنا؟!
صلُّوا على رسول “روسيا” وسلموا، والعنونا نحن -العتاةَ المجرمين- بجهلنا.
إن فقهًا لا يفقه أن سفارات أعدائنا في بلادنا قواعد حربيةٌ، تُبرم فيها قرارات تدميرنا وتتبيرنا؛ لسَحْق أعراضنا ودمائنا ومساجدنا وثرواتنا؛ لهو فقهٌ “ابنُ كلبٍ”.
هَبْ أيها المخمور أنه رسولٌ، وأن له أمانًا من الصدِّيق رضي الله عنه، أيبقى أمانه إذا دخل دار الصدِّيق -صانه الله وزانه- فنزع خمار أمي عائشة، ولطم خدَّ أختي أسماء، وأراد عرض مولاتي أمِّ كلثوم، وغصب مال عبد الله، وأهراق دم عبد الرحمن؟!
لولا مقامكم عند الله يا آل الصدِّيق؛ لضربت مثلًا آخر بحالنا يليق.
إن لحظةً يهون فيها عبدٌ على سيده -علا وتعالى- فلا يحول بين قلبه وعقله وبين هذا الخزي؛ لهي لحظة عذابٍ من رجزٍ مهينٍ.
قرأت كلامًا لسلفيين وإخوان؛ هو ترجمة تِيكَ اللحظة من الهوان.
أشْيَكُ ما يُنعت به سلفيٌّ قال هذا أنه في غيبوبةٍ، أما قائله من الإخوان فغلبة السُّكْر بأردوغان، أوليس أردوغان علةَ الحكم يُدار عليه وجودًا وعدمًا؟!
واعجب لبعض أنصار “الدولة”! يصفون سيدي “مولود” بالشهيد، وهو كافرٌ -في فقههم- على التحديد، أوليس جنديًّا من جنود الطاغوت؟!
افرحوا -عباد الله- واستبشروا، وسلوا الله حسن العواقب؛ إن إلى ربنا الرُّجعى.
هذه صدقةٌ تصدق الله بها علينا مساكينَ محاويجَ؛ فاقبلوا من ربكم صدقته.
نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما بقينا أبدا
أطربوا روحه بصداها، سارحةً بإذن مولاها، في أعلى عليين.
أمَّةٌ ولودٌ، نجيبُها “مولودٌ”، دينها محمودٌ، خيرها مشهودٌ، ربها ودودٌ.
من لا يحمد -لله- جهاد
من لا يحمد -لله- جهاد “الدولة” الميمون عدوَّ الله؛ فليتهم دينه أو قلبه، ومن خرس عن غلوهم الكلي الطافح بأي زعمٍ؛ فليتهم دينه أو عقله.
وثناؤنا على القوم بخيرهم الظاهر ليس منةً عليهم، والمنة للمجاهدين على كل مسلمٍ؛ بل قيامًا للحق فيهم، ووفاءً لأياديهم، وشرفًا للنفس.
نصرهم الله على عبيده المشركين، ووقى شرهم عباده المسلمين.
“يا خبيث”، “يا يهود الجهاد”، “أنت تدافع عن المرتدين”، “قاتلك الله”.
هذا بعض ما رماني به إخوةٌ قمت في “خلافتهم”! بما أدين لوجه الله سيدي.
لا أشك طرفة عينٍ في ابتغائهم نصرة الإسلام والمسلمين؛ لذلك أُحلُّهم أجمعين.
ولا حظ لنفسي مع ديني وابتغاء مجده، ولا مع أمتي وقصد إعزازها.
لكني لا أشك -مع هذا- في ضيق عقول السابِّين، وفي ضعف بضاعتهم.
وأعلم أنه حصاد النظر في مقولات المتأخرين، دون مطوَّلات المتقدمين.
يا شبيبة الإسلام الأماجد: سيبقى المجمع عليه مجمعًا عليه؛ لا كما أَوْهَمَ “الإخوان” بالأمس، والمختلَفُ فيه مختلَفًا فيه؛ لا كما تُوهِمُ “الدولة” اليوم.
ذلك، ولا يُشَغَّبُ علينا -في المقام- بجُمَل العار في الشام التي نلعنها بلعنة الله ليل نهار، وطال ما قبحناها وأهلها، لا ولَّاهم الله للمسلمين أمرًا.
لكن لا يلزم من استدبر وجه تفريطٍ فاجرٍ؛ أن يستقبل وجه غلوٍّ مظلمٍ.
ألا إن بالشام حقًّا غير محصورٍ في طائفةٍ، وباطلًا كذلك، ومحتمَلًا بينهما.
قد أشهد الله عامة المؤمنين عامة هذا، ولم يبق مجحفًا إلا جاهلٌ أو ذو هوىً.
تلك طريقة المبتغين الإصلاح على الرَّشَد، لا من يرمِّم الجراح على ما تحتها.
إذا ما الجُرْحُ رُمَّ على فسادٍ ** تبيَّنَ فيــــــهِ تفريطُ الطبيبِ
القصدَ القصدَ عباد الله؛ لا وَكْسَ ولا شَطَطَ، وتواصوا بالحق والمرحمة.
هذا تعليقٌ على تعليقاتٍ (قديمةٍ
هذا تعليقٌ على تعليقاتٍ (قديمةٍ وحديثةٍ) لإخوةٍ، يقولون -كلما أنكرت على جماعتهم “تنظيم الدولة” باطلهم-: “أنت تصد عن الجهاد”، “أهذا أوان ذاك؟!”، “أرغم الله أنفك”، “هؤلاء خصماؤكم يوم القيامة”، “تشنعون عليهم من تحت الأسرة”، “يا مجاهدي الكيبورد”، “لا يفتي قاعدٌ لمجاهدٍ”، ناهيك عن جُمَل فحشٍ -في العام والخاص- رأى الله، أما أفجر فاجرةٍ؛ فقول بعضهم: “يا عدو الجهاد”:
أما جهاد “تنظيم الدولة” عدوَّ الله وعدوَّ المؤمنين -قديمًا وحديثًا- فبارك الله به لدينه وعباده المؤمنين، لا نبخس الناس -قوامين بالقسط شهداء لله- أشياءهم، مشكورٌ غير مكفورٍ، ظاهرٌ غير مستورٍ، لعن الله عدوهم وعدو المؤمنين وبصَّر به وأمكن منه.
وأما غلوهم -مع هذا- فمنهجيٌّ مركبٌ طافحٌ أسود، لا نخوضه وقد كفانا الله مؤنة بيانه صُراحًا بواحًا فله الحمد، وإنما يعمَى عنه من ذاب بهم -اليوم- ذوبان الإخوان بجماعتهم بالأمس، وفي الأثر: “حبك الشيء يعمي ويصم”، والمتحيز لا يميز، وهذا -والله- من عَوَر الأبصار والبصائر جميعًا.
ومع عداوة “تنظيم الدولة” “جماعة الإخوان” إلى حد تكفيرها كفر طائفةٍ -قبح الله إفكهم- إلا أنهم ما تركوا قولًا للإخوان دميمًا كانوا يقولونه إذ كنا ننكر منكراتهم؛ إلا قالوا به، لكن بأقبح وأفجر.
وأما الخرس عنهم -بدعوى فضلهم وتكالب الكفار عليهم- فضلالٌ بعيدٌ.
قد عاتب الله -علا وتعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- عتابًا عظيمًا -هو والله من دلائل نبوته- على مرأىً ومسمعٍ من الكفر وأهله -والصراع يومئذٍ على أشده- فقال: “عَبَسَ وَتَوَلَّى” إلى قوله: “فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى”!! وقال: “وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ”، حتى قالت أمنا عائشة -رضي الله عنها- فيها: “لو كان رسول الله كاتمًا من الوحي شيئًا؛ لكتم هذه”، وقال: “مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”، وقال: “عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ”، وقال: “يَآ أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ”.
وقال الله -جلَّ وعزَّ- عن يونس -صلى الله عليه وسلم-: “وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ”، حتى قال: “لَوْلَآ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ”، تأملوا هاتين -يا بصَّركم الله- “لَنُبِذَ – مَذْمُومٌ”!! لا إله إلا الله.
وهذا نبي الله آدم والدُنا حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- قد جمع الله له خمسًا لم تجتمع لغيره؛ “إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ”، “وَعَلَّمَ آدَمَ”، “اسْجُدُواْ لِآدَمَ”، “لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ”، “وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي”، فلما كان منه ما كان -وقد خدعه إبليس بالله فانخدع له- قال الله: “وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى”.
وعاتب -سبحانه وبحمده- أصحاب نبيه بعد أحدٍ -وهي ما هي وهم من هم- بعتابٍ فصلٍ بيِّنٍ يسمعه أعداؤهم فقال: “مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا”، وما خبر الصحابي مع اليهودي -في سورة النساء- بخفيٍّ، ولا ما نزل في حاطبٍ -رضي الله عنه- بمكتومٍ مطويِّ.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أصحابٍ له، أفتوا (في معركةٍ) رجلًا أصابه حجرٌ فشجَّ رأسه، ثم نام فأصبح جُنُبًا؛ أفتوه بالغسل، فمات؛ قال: “قتلوه قتلهم الله”!
ما عساه يقول اليوم -بأبي هو وأمي- في جُمَلٍ من الغلو والبغي؟!
ولو تتبعتُ عتابَ الله -تقدَّس وتبارك- أنبياءَه وهم صفوة الحق، وعتابَ أنبيائه -صلوات الله عليهم وسلامه- أصحابَهم وهم خيرة الخلق؛ ما انتهى المقام.
ولم يزل الأئمة الأربعة -سيما سيدنا أحمد- وكثيرٌ من أهل العلم -وهم في بيوتهم ومساجدهم- يسددون للجهاد وأهله؛ يقولون -حسبةً لله والإسلام-: هذا معروفٌ، وهذا منكرٌ.
فاتقوا الله -عباد الله- في المجاهدين أنتم، وأمسكوا عن عصبيةٍ مقيتةٍ، لا تجحدوا خيرهم، لكن أنكروا شرورهم، ذلك أحفظ للإسلام وللجهاد ولأهله وللناس.
وبمثله أقول لغيرهم من جماعات القتال، وإنما خصصتهم لما كان منهم.
ذلك، وإني لألعن -بلعنة الله وملائكته وصالحي عباده- فضائح مخازي التفريط بالشام، وما أزريت بالغلو إلا قدمت بين يديه ما تسبب فيه من دنس التفريط.
تولى الله بالعقوبة كبراء التفريط والغلو جميعًا، وهدى المساكين عامتهم.
ربنا واسق أمة حبيبك -من بين فرْث التفريط ودم الغلو- لبنًا هنيئًا.
قال: ما نحن فيه بسبب
قال: ما نحن فيه بسبب ذنوبنا.
قلت: صدقت؛ ومن أعظمها التفريط في خمسٍ؛ العلم على وجهه، والجهاد بأنواعه، والحِسْبة على شرطها، والدعوة إلى الإسلام كله، والإحسان إلى الناس.
قال: هو قدرٌ يجب أن نسلِّم به.
قلت: صدقت؛ نسلِّم لله به، ونتبصَّر حكمته فيه، وندفعه بكل مشروعٍ مستطاعٍ.
قال: نحن أضعف من مدافعته.
قلت: قد يضعف بعضنا على حالٍ أو في حينٍ، ويكون واجبًا عليه التقوِّي بما يسر الله له من أسبابٍ. أما أن يُعمَّم هذا في الناس؛ ففتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ.
قال: انظر الشام وما حلَّ بها.
قلت: كذلك الجهاد بأهله مُذ كان؛ دماءٌ وأشلاءٌ، أسرٌ وجرحٌ، دفعٌ وطلبٌ، نقضٌ وبناءٌ، تفريطٌ وغلوٌّ، نورٌ وعَمَايةٌ، كرٌّ وفرٌّ، حقٌّ وباطلٌ ومحتمَلٌ بينهما، غالبٌ ومغلوبٌ، حيث يتداخل الدينيُّ والسياسيُّ والاقتصاديُّ والاجتماعيُّ والعسكريُّ؛ فتكون سننُ الله بأهله. كيف به في زمنٍ عمَّ فيه الجهل وطمَّ فيه الظلم؟! فالواجب تسديد أهله؛ بإعانتهم على البر والتقوى، والنكيرِ عليهم في الإثم والعدوان، من المجاهدين والقاعدين سواءً، ومدِّهم بكل مشروعٍ مقدورٍ، والدعاءِ لهم على كل حالٍ، وعطفِ قلوب الناس عليهم، واللحاقِ بهم لمن استطاعه وكان أحبَّ إلى الله موقعُه. لا أن يُخذَّل عن سبيلهم، ويُفسَد ذات بينهم، فيعان الكفر عليهم، وتخرب ديار الإسلام فوق خرابها، وتُنقض عرى الإسلام فوق نقضها.
قال: فوحدَه القتال ما يُدفع به؟
قلت: من زعم أن شدائد الأمة لا تُدفع إلا بالقتال؛ فقد ضل وأضل، والجهاد أعم من القتال، وأعظمه البيان، وهو المُوَطِّئ للقتال ابتداءً والمُظِلُّ لحركته أثناءً والحافظ لثمراته انتهاءً، وكل عبادةٍ أمر الله -علا وتعالى- عباده بها؛ فتحقيقها سببٌ في دفعها عظيمٌ، وأجلُّ العبادة إقامة فرائض الله، وأولى الفرائض ما تعيَّن منها، وأكرمها حفظ الحدود، وأبلغها الإحسان إلى الناس.
قال: فما نصنع له وحالنا حالٌ؟
قلت: الإعداد ذاتيٌّ، ودعويٌّ، ووظيفيٌّ، وجماهيريٌّ، وهو إيمانيٌّ، ونفسيٌّ، وبدنيٌّ، وعقليٌّ، واجتماعيٌّ، وحركيٌّ، وماليٌّ، ومن لم يستطع شيئًا فليُعِدَّ له، وليتحقق بغيره حتى يفتح الله له به، وغير المستطاع لا يحاسِب عليه الله، وفي بقية الله خيرٌ، وفي أرضه سعةٌ، ومن لقي الله سائرًا إليه نجا.
قال: شكر الله لك ما بينت لي.
قلت: المنة لله؛ لولاه ما تبصَّرنا، نعوذ به من الفتن، ونسأله مغفرته والثبات.
خلي بالك إنه لولا الآلات
خلي بالك إنه لولا الآلات والمعدات التي صارت إليها البشرية لما أغنى عن الرق بالعالم كله شيءٌ
وحسبك من كانوا يجلبون من إفريقيا السوداء لأغراض هذه الآلات سلفًا
هو المقصود الثروة
وبأي وسيلة حصلت فقد حصلت
ولو أن طاقات البشر المستعبدين كانت تفي بأغراض الدولة الحديثة المركبة العظيمة لملأ الرق البر والبحر والجو
وعلى كل حال فقد تطور أمر أولئك المناكيد من استعباد الأفراد إلى استعباد الدول
يعني كل ما حصل هو تغيير صورة الاستعباد
من الفرد إلى الجماعات إلى الشعوب إلى الدول بأسرها
ومن البسيط إلى المركب
ومن الجزئي إلى الكلي
ومن الصوري الظاهري إلى الباطن المستغرق
مع المهارات المؤسسية والخبرات المركبة في تخدير هؤلاء العبدان الذين يصخبون ويزعقون بعبوديتهم وحقهم في الانعتاق منها
لما أراد مؤرخو أمريكا التجمل أمام التاريخ بشأن الهنود الحمر
قالوا إننا لم نقتل سوى مليونين فقط
فقط مليونان
فكفوا عن ضوضائكم أيها المزعجون
ولا تشوشوا على آلة السحق العالمية الهائلة وأنتم تسحقون
كانت مكافأة أي غفير في أي مخفر شرطة إذا جلب للنظام فروة رأس هندي أحمر هي المكافأة
أما عن اغتصاباتهم الجماعية المؤسسية ذكرانا وإناثا فمما يطرق رأس التاريخ خجلا
وكانوا يسمون آباءهم وأمهاتهم الذائبة نفوسهم كمدا بعناصر الشغب
احنا بينا وبين الجاهلية الحديثة دين وعرض ودم ومال وبشر
لذلك نقول في قراءة الدولة كقدر
هم قدر الله المقبول في طواغيت العرب والعجم كبارا وصغارا إذا ظفروا بهم
ومن عجب لا ينقضي أن جمهرة أعمال البشرية العالمية الضخمة ستظل شاهدة إذا شهدت على روعة التفكير الإنساني على خسة نفوس أصحابها
أيضا
ما بنيت كلها إلا على السخرة والاستعباد والسحق
تخيل لما تقوم استراتيجيات على فكرة سحق جنسيات وحضارات!!
جنسيات وحضارات
جنسيات وحضارات
ثم يتهم المسلمون بالدموية
ويأتيك الجهلاء والمنخنقة يتساءلون مرتكسين
ما جوابنا عما يقولون؟!
نيتشه وهيجل واللي قبلهم واللي بعدهم مهمتهم التاريخية واحدة بس
تغليف السلوك الجاهلي بغلاف العقل والفكر
ضمانة من ضمانات عدة جاهلية لاستمراء واستمرار التخديرات الأممية للشعوب المسحوقة آناء الليل وأطراف النهار
لكن اطرح كل هذا جانبا
ومتع ناظريك بتمثال الحرية معجبا
لقد من الله على البشرية منا
إذ هيأ لها من وسائل النشر والبث والإذاعة ما هيأ
حتى إنه ليقال إن كل ما يحصل الآن لهذه الأمم المستعبدة شيء وما قبل هذه التهيئة شيء آخر
لقد سجل التاريخ المعاصر أن هواية مفضلة كانت لدى أولئك المناكيد هي الصيد
لا صيد الحمائم
ولا صيد الغزلان
ولا حتى الوحوش في البرية
بل صيد الإنسان
حتى ليتبارى الهواة آخر النهار بحصيلاتهم من ذلك النوع من الصيد
البراءة والنكير والإزراء بشيوخ السوء
البراءة والنكير والإزراء بشيوخ السوء كهان الطواغيت كمحمد حسان وأشباهه؛ قربةٌ إلى رب العالمين، ما كان ذلك بعلمٍ وعدلٍ، لكن يجب التنبه لأمورٍ:
– تجاوزَ الزمانُ الجماعاتِ الكبيرة التاريخية كالإخوان مثلًا، وهاهو يتجاوز كثيرًا ممن نبت بعدها؛ فأنَّى لا يتجاوز أفرادًا كهؤلاء مهما بلغوا شهرةً وأثرًا؟!
– يرعب قلبي أمر هؤلاء كلما جدَّ لهم في المخازي جديدٌ؛ أقول -مع الإنكار عليهم-: قد كان لهم من سوالف الخير وسوابقه في الدعوة إلى الله -علا وتعالى- ما كان، فلما استقبلوا الفتن مضت فيهم سنة الله بأهلها، ولم يشفع لهم عند الله هذا. كيف بك -يا حمزُ- إذا استقبلتَ الفتن وليس لك عند الله عملٌ؟! أتخذتَ عند الله بالسلامة عهدًا؟! أم لك براءةٌ في الزبر؟!
– كثيرٌ من البرآء منهم يلفُّون لفَّهم وهم لا يشعرون، يحسبون أن الله -سبحانه- يحابيهم على سنةٍ كونيةٍ وقد حادُّوه في أختها الشرعية! انظر إلى ذودهم عن عار أردوغان -عليه من الله الحقِّ ما يستحق- اليوم وبالأمس وغدًا! في شواهد لا تحصى ولا تستقصى.
طوبى لمن أقام بينه وبين الفتن -شبهاتٍ وشهواتٍ- جدارًا، يزيده كل يومٍ لبنةً.