والموتُ آتٍ والنفوسُ نفائسٌ **

والموتُ آتٍ والنفوسُ نفائسٌ ** والمستعزُّ بما لديهِ الأحمقُ

لا نقول إلا ما يرضي ربنا؛ لا إله إلا الله، له الحمد، وإنا إليه راجعون.

ربنا الله الحي القيوم؛ قد صار عبدك Zezo Khattab؛ إلى ذمتك وحبل جوارك؛ فقه اللهم -وأنت أهل الوفاء والحق- فتنة القبر وعذابه، واغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا؛ كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من النار، وعامله بما أنت أهله لا بما هو أهله، وارفع درجته في المهديين، واخلفه -في عقبه- في الغابرين، وأفسح له في قبره ونور له فيه، واقسم له من الحظوة والكرامة -عندك- أطيب وأوفى، واترك عليه في الآخرين، واربط على قلوب أهله؛ ليكونوا من المؤمنين، وارزقهم أنعم ما رزقت أولياءك في قضاءٍ مثله، واجمعنا به -راضيًا عنا- في جوارك العظيم.

‏أحبك.. إي والذي يعلم السر..

‏أحبك.. إي والذي يعلم السر.. وتزعم نفسي أنها تفديك.
انتهى بالشيخ الإمام سيره -ذات ليلةٍ- في ميدانه ميدان الثورة -قبل أن يفرّط فيه أهله اختيارًا فيُحجبوه بناموس الله قهرًا واضطرارًا- إلى رصيفٍ فقعد عليه، تحوطه -سائرًا قاعدًا- جماهيره الظِّماءُ إلى أضوائه الكاشفات في دياجير الظُّلَم. إذ سمعت -واللهِ السميعِ العليمِ- رجلًا لا يؤبه له إلا من سماوة فطرةٍ -وزيتُ الفطرة يكاد يا قومِ يضيء ولو لم تمسسه نارٌ- سمعته يهتف بالحكيم: “قول يا شيخ حازم لأولادك عالسر اللي بينك وبين ربنا، اللي ربنا نور بيه بصيرتك لوحدك”. تعرِّض فطرة الرجل العتيق -إذ ذاك- بموقوذ الساسة، ومتردية المشيوخاء.
وكان شيخ الثوار يقص علينا -بُعيد فوز مرسي بساعاتٍ- حديث انقلاب الفجرة. قصَّه مفصلًا. قائسًا على مطوية تاريخٍ قريبٍ، تاريخٌ لم يجفَّ من دمه -بعدُ- المداد.
ألا إن مصابنا فيك -وحالنا تيك- جللٌ، لكن لم يبرح يمينَ ربنا السَّحاءَ يُمنُ الأمل.

ثبت الله قلبك يا صاحبي،

ثبت الله قلبك يا صاحبي، وأعاذك والطيبين من شر الأخبثين.

تحادثنا في جديد جرائم الأوقاف؛ وزارة كهانة الطاغوت، فبعث إلي بها:

إمامٌ أنت أم ذنَبُ
عليك الخلقُ قد ركبوا

تساقُ إلى مزاعمهمْ
تُجَنَّبُ إن همُ اجتنبوا

يقال لك ادع ممتثلًا
لما نملي كما طلبوا

وقل ما قيل مقتنعًا
لتُقنع قومًا اقتربوا

فإن لنا منابرنا
عليها تنسج الخطبُ

نوالي من تولاها
ومن حِيزتْ له الرتبُ

وننصر دين أقواها
ومن تجثو له الركبُ

ونرفع راية التقوى
لمن ظهروا ومن رقبوا

ومن قهروا ومن ظلموا
ومن فسدوا ومن غلبوا

نُعبِّدُ للطواغيت الـ
ــورى والكل مرتقبُ

نواليهم إذا خرجوا
على التشريع وانقلبوا

وندعو أن أجيبوهمْ
ففي قربانهم رغبُ

وفي عصيانهم ويلٌ
وتنكيلٌ إذا غضبوا

هم الساداتُ والقادا ** تُ والقاماتُ والحسبُ

هم القاضون والقانو** نُ والأرحامُ والعصبُ

هم الناجون والباقو ** ن بعد الموت والنسبُ

هم اللاهوتُ والناسو ** تُ والجبروتُ والغضبُ

هم اللفحاتُ والويلا ** تُ والنيرانُ والرهبُ

هم الفردوسُ والجنا ** تُ والخيراتُ إن وهبوا

وهم يا قوم نعم القو ** مُ والأصحابُ ما صحبوا

وإن منابر الأوقا ** ف فيها الفخر إن رغبوا

أئمتها أزمتها ** إلى المحراب قد سُحِبوا

وقِبلتهم رضا الطاغـ ** ـوت والطاغوتُ منقلبُ

فإن أرضاه شرع الله فالأوقاف تحتسبُ

وإن قال احكموا بالزو ** ر كان الزور والكذبُ

يقوم وزيرهم بالزو ** ر في الأرجاء ينتحبُ

بتحريفٍ وتزييفٍ ** يراه العارف الأربُ

فيلوي الآي والأخبا ** ر بالتشريع يكتسبُ

يبيع الدين بالدنيا ** وربح المفتري الحطبُ

ومهما يفتري الضُّلا ** لُ فالإظلام منحجبُ

ونور الحق منتشرٌ ** وشرع الله مقتربُ

وأهل العلم والتقوى ** على البهتان قد ضربوا

وإن الله ناصرهمْ ** وإن أوذوا وإن كُذِبوا

ووعد الله للأطها** ر بالتمكين فارتقبوا

أولئك شر جنود الطاغوت؛ فإن جنايتهم على دين العباد، وإنها لأفدح.

“فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ”، “وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ

“فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ”، “وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ”.

أعرف -من أخي الدكتور حسام محمد- وأنكر، وأوافق وأخالف؛ شأنه شأن جمهرة أحبتي هنا، الذين يغلب عليهم الخير فيُنسبون إليه.

تريدُ مهذبًا لا عيبَ فيهِ ** وهلْ عودٌ يفوحُ بلا دخانِ

وبيني وبينه -صانه الله وزانه- تناصحٌ قديمٌ في مراسلاتنا.

وهو -على الجملة- يُرَدُّ إلى دينٍ، وإلى عقلٍ، وإلى أدبٍ.

وإنَّ حظَّ المسلم -من ولائنا- بإسلامه؛ أوفى مما تُنقصه المخالفة.

خبر الله -علا وتعالى- أنني ما راجعته في شيءٍ؛ إلا شهدت خيرًا.

وقد قام لله في الإخوان وأنصارهم، وفي البراهمة وأنصارهم، وفي الغلاة وأنصارهم؛ قام لله فيهم -على الجملة- بعلمٍ وعدلٍ.

أصاب في هذا وأخطأ، وبالغ فيه ووكس، وأحسن فيه وأساء.

هذه مقالة غير المتحيز إلى هؤلاء جميعًا، أما المتحيزون فمُجحفون.

ومن عرف معروفه برَّ، ومن أنكر منكره برئ؛ لا وكس ولا شطط.

لكنِ القولُ بأنه طابورٌ خامسٌ، ومخبرٌ، ومراهقٌ، وغبيٌّ، ونحوه؛ فسَفَهٌ.

وبعض هذه التهم مُفَسِّقٌ أصحابها مُسْقِطٌ مروءاتهم؛ حتى يثبتوها.

ولقد وقفت عليها -من أهلها- بنفسي؛ في منشوراتٍ وتعليقاتٍ.

حتى بتُّ أحذر هؤلاء الإخوة على نفسي؛ إذا غضبوا -يومًا- علي.

ومن عجبٍ أن بعض أحبتي يعرفه وثيقًا! وكان بينهم ودٌّ كريمٌ!

ولعل محبه ينكر عزو المنكر إليه؛ غُلُوَّ الهوى.

ولعل شانئه ينكر الذود عنه بالحق؛ جَوْرَ الغضب.

ذلك، وإنني أوصي أخي حسامًا وأحبتي مخالفيه؛ بالإخلاص لوجه ربٍّ إليه الرُّجعى، وبالتسديد والحكمة ابتغاء الحسنى، وبالرفق والمرحمة رجاء القربى.

ومن حدثكم أن ليس بينكم -سفرةً بررةً- ما تجتمعون عليه؛ أرداكم.

وفي جراحات إسلامنا، وانتهاك حرماتنا، وجريان دمائنا، وقيود أسرانا، ودموع يتامانا، وأنين ثكالانا، وفاقات المؤمنين؛ شغلٌ لنا شاغلٌ.

إنْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا ** عذبٌ تحدَّر من غمامٍ واحدِ

أوْ يفترقْ نسبٌ يؤلفْ بيننا ** دينٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ

ربنا اهدنا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيء الأخلاق والأقوال والأعمال؛ لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

سلام الله على الطيبين ورُحماه، في صون أمنه وحرز حماه، على حُبور نوره وسعد رضاه، إلى جواره الأنعم وطوباه.

أحبكم.. يحبكم.. محبكم.. حبيبكم.. من قلبٍ -يراه الله- وَجِعًا.

لا إله إلا الله، والحمد

لا إله إلا الله، والحمد لله، والتفويض إلى الله.

إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.

مات -اليوم- العبد الطيب الصالح نحسبه، الشيخ الوالد الحبيب الكبير عبد الله مصطفى، أخو حبيبنا الغالي الشيخ سمير مصطفى، حفظه الله ونفع به.

عرفت الشيخ النبيل -رحمه الله- سنين عددًا، واستفدت بعلمه ودعوته وخلقه.

وأذكر -اليوم- شيئًا عجيبًا وقع له؛ أصيب -روَّح الله روحه وسلَّم ضريحه- منذ سنواتٍ بنزيفٍ في المخ، وعوفي -بعد عمليةٍ كبيرةٍ- منه، لكنه بقي -حينًا من الدهر- لا يضبط كلامه، ولم يكن أهله يُدخلون عليه -صيانةً له- إلا خاصة أحبائه، وكنت -ولله الحمد وبه المنة- منهم، فأشهد بالله أنه ما كان يتكلم -وهو لا يعي يومئذٍ ما يقول- إلا بذكر الله وما والاه، ويحكي أمورًا -في الدعوة إلى الله- عجيبةً.

كان -رفق الله به- رفيقًا رؤوفًا، وكان يصدع بالحق لا يخشى لومة لائمٍ.

ربنا قد صار عبدك عبد الله بن مصطفى؛ إلى ذمتك وحبل جوارك؛ فقه اللهم -وأنت أهل الوفاء والحق- فتنة القبر وعذابه، واغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وثبته -الآن- عند السؤال، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا؛ كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنة، وعامله بما أنت أهله لا بما هو أهله، وارفع درجته في المهديين، واخلفه -في عقبه- في الغابرين، وأفسح له في قبره ونور له فيه، واقسم له من الحظوة والكرامة -عندك- أطيب وأوفى، واترك عليه في الآخرين، واربط على قلوب أهله؛ ليكونوا من المؤمنين، وارزقهم أنعم ما رزقت أولياءك في قضاءٍ مثله، واجمعنا به -راضيًا عنا- في جوارك.

كارم السيد الأزهري: أخو العصيان

كارم السيد الأزهري:

أخو العصيان يسألك الدعاءَ
فمما ذنبه لقي البلاءَ

علاه الران واسودت وخارت
قواه وقلبه ذاق العناءَ

وسارية النجوم عليه تبكي
ونفس السوء تلتمس الفناءَ

كما لو أنه المفتون يهوي
بمنحدر الخطيئة كيف شاءَ

ثوى في غفلة الشهوات يسعى
وفي تيه الضلال وقد أساءَ

يلوح له السراب فيبتغيه
يحث خطاه خطّاء غواءَ

فسل يا حمزة الخيرات ربا
عظيم الصفح أن يهدى السواءَ

سواء صراطه ويتوب مما
ألمّ بهِ ويتقي اتقاءَ

ويغفر ربنا الرحمن عفوا
عن المغبون قد لزم البكاءَ

أتاه يمدها كلتا يديه
ضراعة خاشع لما أفاءَ

ويخشى النار والحسرات فيها
ويرجو جنة طابت جزاءَ

ورضوانا من الغفار يبقى
جوار المصطفى حسنت بقاءَ

وفضل غنى مباركة رُباهُ
وعاجلة من البشرى هناءَ

وللولد الحسين ذهاب بلوى
وكشف الضر عنه كذا شفاءَ

ويعقبه السلامة في صلاح
وحسن عبادة تبقى براءَ

مع الحسن المبارك بعد أسما
وعائشة النقا وضحى وفاءَ

ويرزقني بأزواج حِسان
تمام الأربع الحِلّ اشتهاءَ

العمر ليس بعزقةً حبيبي 😀 ! أدعو لك بكلٍّ.. ما خلا أخيرتك.

كارم السيد الأزهري: يا نفس

كارم السيد الأزهري:

يا نفس مالك تقصدين إلى الردى
وسلكت سبل الغي والعصيان

هذا صراط الله لاح لمن يرى
أعرضت عنه إلى لظى النيران

يا ويح عبد السوء ساء فعاله
تهوي به في التيه والكفران

صبّرتها لكنها لا ترعوي
عن إفكها وطرائق الشيطان

وترى الحقيقة قد تبدّى نورها
فأوت إلى لجج من البهتان

تسعى حثيثا في السراب وإنها
لحقيقة بالغبن والخسران

ماذا تروم من الذنوب وإنها
لأثيمة تجني ظلام الران

مهما تعظها فالوساوس نهجها
ويؤزها وعدا بغير توان

يعد الرجيم ووعده يا ويحها
وعد الثبور وبالغ البطلان

فلتستفيقي وارشدي يا نفس لا
تستدبريها قبلة الإيمان

واستقبلي عهد المتاب وكفكفي
وتعوذي بإلهك الرحمن

واستغفريه من الخطايا واجأري
واستمسكي بالشرع والقرآن

ولتقتدي بمحمد خير الورى
قد جاءنا بالنور والفرقان

ولتأتسي بصحابه وبآله
والسالكين وعالم رباني

إني وعظتك فاستقيمي تغنمي
بالخلد في الجنات والرضوان

وكواعب الأتراب في غرفاتها
أنعم بحور العين خير حسان

آتِ اللهم نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها؛ أنت وليها ومولاها.

لما كان ما كان من

لما كان ما كان من إغلاظ الأخ الشيخ محمد الأزهري الحنبلي؛ في جوابه على أختٍ سائلةٍ، ووقفت على هذا الجواب بنفسي؛ أنكرته إنكارًا شديدًا، ثم وقعت على منشورٍ لأستاذٍ حبيبٍ كريمٍ؛ ينكر على الأخ محمدٍ خليقته هذه في جوابه؛ فعجِلت بالإعجاب بمنشوره قبل إتمام قراءته.. علم الله، ثم تبين لي -بعدُ- أن فيه بعض سبٍّ للأول؛ فرفعت إعجابي عنه.

ولقد كان الواجب علي -قبلُ- التروي في الأمر كله؛ سيما وأنه جرى بيني وبين أخي محمدٍ -قديمًا هنا- بعض توددٍ وتلطفٍ؛ فكان خليقًا بي -مع حفظ حق الله والإسلام- حفظ هذا، والإنكار عليه بما يسوغ.

فأنا أعتذر -أولًا- إلى الله ورسوله، ثم إلى نفسي وأخي.

ولعله لا يبلغه هذا؛ لحظره إياي في إثره؛ فليبلغه عني كريمٌ.

وما أنساني التعجيل بهذا البيان؛ إلا الشيطان الرجيم، لا عن قصدٍ.

ذلك؛ وإنني لا أزال أنكر على أخي؛ بعض طريقته في هذا الباب، وفي بابٍ أعم منه وأعظم؛ أشرت إليه -هنا- إشاراتٍ، وأفصِّل فيه -إن شاء الله- قريبًا.

وليس فيما أنكر عليه -صانه الله وزانه- ما يشغب به كثيرٌ من مخالفيه عليه؛ في بعض الاختيارات الفقهية، ولا في مسلكه فيها؛ فإنه مما يُعرف فيه ويُنكر، ويُؤخذ منه ويُرد، بل لعله أهدى فيها -على الجملة- من جمهرة المخالفين.

ربنا جرِّد قلوبنا لك تجريدًا، وعبِّد نفوسنا لك تعبيدًا، واملأ كلًّا لك توحيدًا.

هل أتاك حديث طائر النصرة؟!

هل أتاك حديث طائر النصرة؟!
ذلك الذي ينصر الله به عباده الذين آمنوا.. لا ينصرهم إلا به.
رأسه: الإسلام، وجناحاه: الوعي، والسعي.
* أما الإسلام= فأساسٌ، وبناءٌ.
الأساس المنهج: وهو معاقد الإسلام الكلية، المؤسَّسُ عليها بناؤه.
كالربانية، والفرقان، والهداية، والإحكام، والشمول، والامتزاج، والتوسط، والإلزام، والجزاء، والعقلانية، والفطرية، والإنسانية.
والبناء مربعٌ: عقيدةٌ، ونسكٌ، ونظمٌ، وأخلاقٌ.
1- العقيدة. وهي ثلاثٌ: إلهياتٌ، ونبواتٌ، وسمعياتٌ.
الإلهيات: علم الواجب والممتنع والجائز في حق الله جل وعز، وما يجب له تعالى -بذلك العلم- من عملٍ باطنٍ (الإرادة والقصد)، وعملٍ ظاهرٍ (الطاعة والحكم).
أو هي: إفراد الله تعالى بالربوبية (الخلق والحكم)، وبالأسماء والصفات (الثابتة له تعالى بغير تحريفٍ ولا تعطيلٍ)، وبالألوهية (العبادة الباطنة والظاهرة).
والنبوات: علم الواجب والممتنع والجائز في حق الأنبياء عليهم السلام، وما يجب لهم -بذلك العلم- من المحبة والتعظيم والاتباع والحكم بما أنزل الله عليهم.
والسمعيات: الغيبيات. وركناها: الإقرار (ضد الجحود)، والإمرار (ضد الخوض).
وأركان الإيمان الستة -لمن نظر- في هذه الثلاث.
2- النسك. وهي ثلاثةٌ: نسكٌ بدنيةٌ، ونسكٌ ماليةٌ، ونسكٌ بدنيةٌ ماليةٌ.
3- النظم. وهي نوعان: نظمٌ مغلقةٌ، ونظمٌ مفتوحةٌ.
المغلقة (أحكام الإسلام أساسها وبناؤها): كالنظام الاجتماعي، والنظام الجنائي (نظام العقوبات)، والنظام العسكري (الجهادي)، ونظام الحسبة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإفتاء).
والمفتوحة (أحكام الإسلام أساسها وكلياته وعموماته بناؤها): كالنظام السياسي، والنظام الاقتصادي.
4- والأخلاق: نظريةٌ، وعمليةٌ.
النظرية: الإلزام، والمسؤولية، والجزاء، والنية (الدوافع والبواعث)، والجهد.
والعملية: الأخلاق الدينية (التزكية)، والأخلاق الفردية (الذاتية)، والأخلاق الأسرية، والأخلاق الاجتماعية، وأخلاق الدولة.
وهذه الأخلاق العملية كلها نوعان: سلبيٌّ (تركيٌّ)، وإيجابيٌّ (عمليٌّ).
* وأما الوعي= فبالصراع؛ حقيقته، وأطرافه، ومحاوره، وأهدافه، ووسائله.
حقيقته: العقدية الدينية (مهما تنوعت صوره واختلفت موضوعاته باختلاف زمانه ومكانه وأطرافه وظروفه وملابساته).
وأطرافه: (الإسلامية والجاهلية).. (الداخلية والخارجية).. (الأفراد والكيانات).. (الوظيفيون والمتطوعون).. (التنظيمات والمؤسسات).. (الدول والدويلات).. (الفاعلون والوكلاء).. (الكبار والصغار).. (الدينيون واللادينيون).
ومحاوره: (النفسية والاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية).
وأهدافه: (العقدية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية).. (القريبة والبعيدة).. (الخفية والمعلنة).. (الثابتة والمتغيرة).. (الذاتية والغيرية).
ووسائله: (البشرية والمعنوية والمادية).. (الدينية والدنيوية).. (السلطوية واللاسلطوية).. (الرغبية والرهبية).. (النظم والسياسات).. (الصلبة والسائلة).. (المؤسسات والشركات والهيئات).
* وأما السعي= فحركة أولي الإسلام المنزل (الذي مضى تفصيله).. (لا الشائه ولا الناقص ولا المبدل)، وأولي الوعي (بكل ما مضى في جوانب الصراع)=حركتهم بأسباب النصرة (المعنوية والمادية) جميعًا.
ذلكم طائر النصرة.. الذي ينصر الله به عباده الذين آمنوا.. لا ينصرهم إلا به.

ما شهد للإسلام؛ مثلُ دمٍ

ما شهد للإسلام؛ مثلُ دمٍ أرخصَ صاحبُه سفكَه؛ ابتغاء مجده.

إن أعجب شأن الشهيد -وشأنه كله عجبٌ- بذله ما يشهد لما يغيب.

وإن أوفى وفائك لشهيدك؛ ثباتك -من بعده- على دينٍ جمعكما الله فيه.

تقبلكما الله حبيبيَّ الرضيَّين؛ أبا أنسٍ، وأبا أروى؛ في أسعد الشهداء.

واجعل فطورهما في حورٍ عين، على خمرٍ لذةٍ، بطواف ولدانٍ مخلدين.

وهبْهما بأول رمضانك؛ من أكبر رضوانك؛ أوفى ما وعدت الشهداء.

واخلفهما في أهلٍ وولدٍ -آمنَ مستودَعٍ- بأنعم ما خلَفت مصطفَيك الأبرار.

واجمعنا بهم -بالغين ثأرهم- رائين وجهك -على كثبان المسك- يوم المزيد.

أشهد بك اللهم الشهيد؛ لكل شهيدٍ أشهدتنيه؛ على نقاء صدره، وكريم همِّه.

هاتان اللتان بلغت بكم أيها السادة، وهاتان اللتان لا نستطيع.

رأيت الشهداء في علمٍ وعملٍ يتباينون؛ أما على هاتين فأشباهٌ متفقون.

ما أرخص الحياة إلا بلاغًا من الله ورسالاته! ما أغلى الموت في سبيل الإله!

بلِّغنا اللهم ثأرهم وأسرانا والمستضعفين، يدَك فوق أيدينا يا متولي الصالحين.

وأعدنا لقتال الكفرة الفجرة قاتليهم؛ فلا تجمعنا -إذًا- نزاعة الشوى.