#في_حياة_بيوت_المسلمين. “لو كانت المعصية في

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

“لو كانت المعصية في بيتٍ من بيوت الجنة؛ لأوصلت إليه الخراب”.

للشقاقات -في بيوت المسلمين- أسبابها النفسية والعاطفية والعقلية والمادية وغيرها، يجب أن يفسَّر كلٌّ منها بما يليق به، وأن يعالَج كذلك بما يليق به، لكن تبقى المعاصي من وراء هذه الأسباب جميعًا.

قال الله علا وتعالى: “وَمَآ أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما اختَلَج عرقٌ ولا عينٌ إلا بذنبٍ، وما يدفع الله عنه أكثر”، صدق الله وصدق رسوله.

المعاصي هي أسباب الحرمان والخذلان الأولى في بيوت المسلمين؛ الحرمان من الخير دقيقه وجليله، والخذلان في الشر باطنه وظاهره، نعوذ بالله من معاصينا وآثارها، ونبوء إليه بها ونستغفره منها.

شكا إلي رجلٌ لا يواري معاصيه ما صار إليه قلبه مع امرأته من البؤس بعد النَّعماء، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن، فسودثه خطايا بني آدم”، وقلت: هذا حجرٌ صلبٌ أصمُّ فعلت فيه الخطايا فعلها؛ كيف تفعل في قلوبٍ وأرواحٍ؟!

#في_حياة_بيوت_المسلمين. الآن يبلغ عقلي فيما

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

الآن يبلغ عقلي فيما كان ظنًّا له من قبلُ حقَّ اليقين.

مرجع كثيرٍ من معاناة النساء مع أزواجهن إلى فراغ بالهم وخلاء حالهم، شهدت ذلك بنفسي كثيرًا، وقاكم الله سوء هذا الداء العضال “فراغ البال وخلاء الحال”؛ أن تكون طاقة الرجل محفوظةً مصونةً لا يكاد يُصْرَف منها شيءٌ داخل البيت أو خارجه؛ هنالك تُصْرَف في عجائب المشكلات وغرائبها.

لعلكم تظنون هذا النوع “اللذيذ الرايق” من الرجال ساكنًا لا يتحرك، عاطلًا لا يعمل، بل يتحركون ويعملون، لكن هذه المصارف اليسيرة لا تُجهدهم شيئًا، وطاقة الإنسان أعظم من أن تذهب في ذلك.

كنت أقول لهؤلاء الرجال: لو شغلتم أنفسكم ببعض أطايب الدين والدنيا، لو زاحمتم فراغكم بمصالحكم أنتم لا مصالح نسائكم وأبنائكم، لو قضيتم أوقاتكم في شيءٍ من اللهو واللعب، لو كان ذلك كذلك؛ ما وجدتم بالًا ولا حالًا تعينكم على هذا الكمِّ الضخم من المشاكل التي تحدثونها، قاتل الله الفراغ.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. بينما أنا وهو في

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

بينما أنا وهو في طريقٍ إذ اتصلت به زوجه مرارًا، وكان كلما سمع رنين هاتفه قطعه باسمًا لا يبالي، قلت له: لعل لأهلك حاجةً فيتصلون كثيرًا لأجلها، قال في هدوءٍ منقطع النظير: “لا لا، ولا حاجة ولا شيء، هي على طول كده، لازم تطمن علي كل شويه؛ أخبارك إيه؟ ورحت فين؟ وعملت إيه؟”.

يا صديقي؛ هذا الذي تزهد فيه اليوم من الحب وترغب عنه من القرب؛ أنت أحوج شيءٍ إليه غدًا، يا صديقي؛ قد خلق الله القلوب أطوارًا، يركب أهلها طبقًا عن طبقٍ؛ فلا يخدعنك إقبالها عن إدبارها.

يا حبيبي؛ إذا جففت الشمسُ البحرَ لم تجفف عاطفة المرأة، لا يجففها إلا زوجٌ باردٌ بليدٌ؛ بنفسه مشغولٌ مشغوفٌ وعن امرأته صادفٌ مصروفٌ، وإنها إن جفت اليوم بقسوة غفلتك لم تغثها غدًا سماوات يقظتك، يا حبيبي؛ من فرط في الحب طوعًا واختيارًا حُرِمَه قهرًا واضطرارًا، يا حبيبي؛ هل جزاء العناية إلا العناية؟! يا حبيبي؛ أنت بزيادة الرعاية أحرى، يا إلهي! من أمن المحبة أساء الوصال.

تنبه رحم الله ضعفك؛ 10000

تنبه رحم الله ضعفك؛ 10000 لايك على منشورٍ عن حزنك الشديد لا يعني زواله، 20000 لايك على منشورٍ عن مشكلةٍ كبيرةٍ بينك وبين أحدٍ لا يعني حلها، أحلف لك بالله العليم الخبير على ذلك.

أنا لا أحض كل الناس على كل أحوالهم أن يهجروا كل وسائل التواصل الاجتماعي؛ فبعضها لبعضهم من الضروريات، ولبعضٍ من الحاجيات، ولبعضٍ من التحسينيات، كما لا غنى لنا عن مواساة من نحب وأحيانًا من نعرف، إلى غير ذلك من فوائد هذه المواقع النفسية والوجدانية والاجتماعية.

الكلام هنا عن الهروب الحثيث إليها والانحصار الدائم فيها؛ فلا بد من تذكير نفسي وأحبتي بأمورٍ؛ الأول: ألوف اللايكات الخادعة في حزنك تقعدك عن مواجهة أسبابه، الثاني: شدة تعاطف المحبين معك في مشكلاتك الاجتماعية ليس حكمًا نهائيًّا بأنك المظلوم والآخر الظالم، كما أنه ليس حلًّا لها، الثالث: تتابع إعجابات المعجبين بهذه العددية الضخمة الزائفة صورةٌ سلبيةٌ من صور تفريغهم آلامهم هم كذلك؛ فلا علاقة حقيقية لها بك، الرابع: “الهروب من الواقع إلى المواقع” نوعٌ من أنواع التسكين حتى حينٍ، لكن إذا تمكنت منك مشكلاتك الذاتية أو الاجتماعية -أعاذك الله- لم تسعفك هذه المسكنات، وأعظم ضررًا من هذا ما يُحتمل إصابتك به -بعد فشلها- من الانهيار، بل الفرار إلى الانتحار.

قال: يا أبت؛ كنت وصاحبٌ

قال: يا أبت؛ كنت وصاحبٌ لي نتصل كل يومٍ، ثم قل هذا؛ فامنن على ولدك بموعظةٍ من قلبك.

قال: يرحم الله قلبك بني؛ ما كان وصلُ صادقي الحب في الله من سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- “كمًّا” كوصل عامة المتحابين اليوم؛ بل كان “كيفًا”؛ أرواحٌ صفاؤها ممنوحٌ، وقلوبٌ وِرْدُها مصبوحٌ، وألسنةٌ تغدو بالجمال وتروح، وجوارح فعَّالةٌ لوجه القدُّوس السُّبوح، يا بني؛ ليست الأخوَّة في الله ذلك الحب الذي تلهو بها قلوبنا، ولا الصورة التي تلعب بها أقوالنا وأعمالنا؛ الأخوَّة في الله عبادةٌ قائمةٌ بنفسها كالصلاة والزكاة والجهاد، وحقيقةٌ من حقائق الوجود كالإيمان والإنسان والحياة، وجنة الدنيا التي من دخلها لم يبرح لذائذها حتى تبرحه روحُه، ونعيمٌ خالصٌ في الآخرة وعد الله به سكَّان جنات المأوى “إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ”، يا بني؛ لم يبق للموحدين -اليوم- مسرَّةٌ بشيءٍ بعد توحيدهم ربَّهم مثل الأخوَّة عليه؛ فويح موحدٍ مفرِّطٍ! يا بني؛ أخوَّتنا اليوم فؤادها مقروحٌ، ووجهها مجروحٌ، ودمعها مسفوحٌ، يا بني؛ ما ظفرت بنبيلٍ يعبدُ اللهَ قلبُه في قلبك؛ فاشدد على إخائه يديك، وعُضَّ على صحبته بناجذيك، يا بني؛ طالت ‍أظافر أيدي وأرجل أحبةٍ لنا في السجن طولًا فاحشًا، فحلف عليهم أخٌ لنا ليُقلِّمنَّها لهم بأسنانه، وفعل، إي والله فعل، في أيديهم وأرجلهم فعل، يا بني؛ ذاك شيءٌ عن “كيف” الحب لا من “كمِّه”، يا بني؛ من حَصَرَ في أعداء الله شدته؛ نَشَرَ له في أوليائه رحمته، يا بني؛ اعبد الله بحبك.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. كن والدًا لأولادك جميعًا؛

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

كن والدًا لأولادك جميعًا؛ لا تكن والد الذكر تؤثره بأَثارة الجاهلية الأولى في اصطفاء البنين، ولا والد الأنثى تؤثرها بعُقَد أفكارٍ أو تجارب عن الذكور، ولا والد الكبير تؤثره لسَبقه وأوَّليته، ولا والد الصغير تؤثره لأنه آخر العنقود، ولا والد القوي تؤثره خوفًا، ولا والد الغني تؤثره طمعًا، ولا والد الشاهد تؤثره لحضوره، ولا والد البعيد عن ربه تؤثره لأنه لا ينغص عليك حياتك كما تزعم، ولا والد الإِمَّعة تؤثره لأنه يوافقك في كل حقٍّ وباطلٍ؛ كن والدًا لأولادك كلهم كَسْبًا كما جعلك الله والدًا لجميعهم وَهْبًا.

ليس حرفي هذا في والدٍ يؤثر الودود الرفيق البرَّ الصالح -من أولاده- فيقدمه على إخوته طبيعةً وضرورةً، ولا في والدٍ لا يملك قلبه في زيادة محبة بعض أولاده ما لم يظلم غيره بها (في حياةٍ أو موتٍ)، ولا في والدٍ يؤثر ولدًا على إخوته في أمرٍ من الأمور لعارضٍ من العوارض حتى يزول؛ كصغيرٍ حتى يكبر، ومريضٍ حتى يبرأ، وغائبٍ حتى يعود، وشاردٍ عن ربه حتى يؤوب إليه.

بل هو في ظلومٍ جهولٍ؛ يؤثر بعض أولاده دِيمَةً على بعضٍ بغير ميزانٍ؛ أولئك المستدبرون قلوب أبنائهم، المفسدون ذات بينهم، أنقذهم الله من حُفَر الجَوْر وأنقذ منهم، ومتعنا بالقسطاس أجمعين.

زيارة الأسير، ما زيارة الأسير؟

زيارة الأسير، ما زيارة الأسير؟ وما أدراكم ما زيارة الأسير؟

جَهد الأفئدة والعقول والأموال والوقت والإعداد وتهيئة الأبناء والطريق وطول الانتظار، ثم دواهي اللقاء وحراراته، ثم رؤية الطغاة وكفى بسوادها شقاءً، ثم مرارات العودة، عناءً يحوط كل ذلك شديدًا.

يا كل أهل كل أسيرٍ؛ ألا يرضيكم أن ربكم عليمٌ بكم خبيرٌ، سميعٌ لكم بصيرٌ، قد أحاط بلاءكم -باطنه وظاهره- رحمةً وعلمًا، فلا تخافون في دقيقه وجليله ظلمًا ولا هضمًا؟ حسبكم الرحمن ونعم الوكيل.

طوبى لنفوسكم ما تُمحَّص به من البلاء فيبلو صدقُها، ولقلوبكم ما تحوزه من محض الإيمان بالله واليوم الآخر، ولأبنائكم ما تستفيده عقولهم من دروس الولاء والبراء أبلغَ من متونٍ فيه وشروحٍ، طوبى لكم.

رباه لا تذر ذرة وجعٍ لأُولاء المساكين إلا جزيتهم بها في الدارين كمالًا تمامًا، وعوِّضهم عما يفقدون من لذائذ العيش حنانًا من لدنك وغفرانًا ورضوانًا وجلَّ مقامًا؛ واجمعهم بأسراهم على العافية أجمعين.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. من دنا نكاحه فليُجوِّد

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

من دنا نكاحه فليُجوِّد قلبُه توبةً عامة من ذنوبه كلها وتوبةً خاصةً مما يذكر من آحادها، وليكثر من الاستغفار إكثارًا؛ فإن موجبات الحرمان من خيرات النكاح والخذلان بشروره هي سوالف الآثام، وماذا عليه لو ختم كتاب الله تلاوةً وتدبرًا بين يدي قِرانه؟! إذن يستمنح الأحد الصمد مواهب آياته الحسان في النكاح، ويستفتح مبتغاه السعيد بأعظم أسباب المودة والرحمة والفلاح، وله في كنز “لا حول ولا قوة إلا بالله” إن لهج به مغانم كثيرةٌ تناله طيبةً باردةً، وفي صلاته على النبي تبرُّد نفسه من هجير العنت وإنعاش روحه من همود الغفلة، وليطيِّب نياته في النكاح ويبسط فيها ما شاء فإن الله واسعٌ وكريمٌ، وليحسن الظن بمولاه أنه يجبره بأهله ويستره، وربنا الله عند الظن به، وكلما كان أفقر إلى الله في أمره كان برحمته وبركاته أغنى، وليعظِّم في نفسه الشعور بهموم الإسلام وجراحات بنيه؛ عسى الله أن يخرج من صلبه من يكشف ويثأر، وإن أهنأ الناكحين من العيشة رضًا أوفاهم بآلاء الله تصديقًا.

أوصيكم بهؤلاء، وإني لأشدُّكم إلى

أوصيكم بهؤلاء، وإني لأشدُّكم إلى بركاتهن في الدارين وبرزخٍ بينهما فقرًا:

أوصيكم بلا إله إلا الله؛ علمًا بها، وانقيادًا لها، وجهادًا في سبيلها؛ إنها أحلى آلاء الله.

وأوصيكم بالصدق؛ قُصُودًا وأقوالًا وأفعالًا، ما ضجَّت السماء بصاعدٍ من الأرض مثلُ الكذب.

وأوصيكم بالإخلاص؛ أبلغُ توحيدِكم ربَّكم، أعمال المخلصين أسرار المحبين؛ تُطوى ولا تُروى.

وأوصيكم بالصلاة؛ فإنها أجلى شواهد الحب، وأطيب أزواد المسير، وأنفع ذخائر العاقبة.

وأوصيكم بالقرآن؛ أن تُفنوا فيه أنفسكم إفناءً، ألا إن أرضاكم بالحياة عيشًا أوفاكم من رُوحه نصيبًا.

وأوصيكم بالإسلام؛ تطييبًا لخاطره، وتطبيبًا لجراحه، وأخذًا بجميعه، وصبرًا في سبيله، واحتمالًا من بنيه، وإظهارًا لشعائره، ومرحمةً بهداه، وأن تتيهوا بعقائده وأنساكه وأخلاقه في العالمين.

وأوصيكم بنبيِّكم؛ أن تتَّبعوه ثقةً ورضاءً؛ فلا تزيدوا اكتفاءً به، ولا تنقصوا جفاءً له.

وأوصيكم بالدعوة؛ ما أظمأ الأرواح إليكم! وإن الله يحتمل لصاحبها ما لا يحتمل لغيره من الناس.

وأوصيكم بالحب في الله وحده؛ لا شريك له من رحمٍ، ولا عشيرةٍ، ولا جماعةٍ، ولا وطنٍ.

وأوصيكم بالوعي؛ لا يفتقر عدوكم إلى مزيد وعيٍ بكم، ولا يشتهى منكم مغنمًا كغفلةٍ تغفلونها.

وأوصيكم بالجمال؛ “إن الله جميلٌ يحب الجمال”؛ أن تفيض به قلوبكم على الحياة جميعًا.

وأوصيكم بضعفاء المسلمين وعصاتهم؛ رأفةً وإشفاقًا، وعونًا وإسعافًا، وبسطًا وإفضالًا.

وأوصيكم بالكفار؛ براءةً من سَوادِهم، ودعاءَ أولي الدعوة، وقتالَ أولي المقاتلة.

وأوصيكم بالجاهلية؛ وضعًا لها، ومعرفةً بها، ونقضًا لعُراها، وبناءً للشريعة على أنقاضها.

وأوصيكم بالطواغيت؛ تبصيرًا بهم، وإعدادًا لهم، واجتنابًا لمسالكهم، ولعنَهم بالجبَّار لعنًا كبيرًا.

وأوصيكم ببلادكم؛ إعتاقًا لها من إسار نظام الجاهلية العالمي، لا تحقروا في نقضٍ وبناءٍ شيئًا.

وأوصيكم بأرحامكم؛ لعل مقطوعًا بيننا وبين الله تجبره الصلة، وإن أرحم الرحم أمهاتكم وآباؤكم.

وأوصيكم بالحياء؛ صفة الله، وشيمة رسوله، وخلق الإسلام، ما أعزَّه هذا الزمان البئيس!

وأوصيكم بالعلم؛ العلم الفصل والوصل؛ كلٌّ بما يستطيع سبيلًا، وما على المحسنين من سبيلٍ.

وأوصيكم بالجماعة؛ لو استغنى مسلمٌ عن أخيه في الأرض؛ لاستغنى نبيٌّ موصولٌ بالسماء.

وأوصيكم بالإحسان إلى الناس؛ أخذًا للعفو، وأمرًا بالعُرف، وإعراضًا عن الجاهلين.

وأوصيكم بالجدِّ؛ قد اتسعت بالهازلين خُروق المعاش والمعاد، وفي دواهي المسلمين شُغلٌ.

وأوصيكم بالحب؛ ألا إن أولى ما أنفقتم فيه الحبَّ ردُّ الناس إلى وطنهم القديم؛ “جناتِ النعيم”.

وأوصيكم بالفرقان؛ في اعتقادٍ، وعلمٍ، ونسكٍ، وسياسةٍ، وحركةٍ، وجهادٍ، وأخلاقٍ.

وأوصيكم بالتواضع؛ أبينُ آيات عبودية قلوبكم، وأقومُ بيِّنات سلامة نفوسكم.

وأوصيكم بالكرم؛ ما وارى العيوبَ مثلُه، ولا مَلَك النفوسَ شبهُه، وإنه لتوأم الشجاعة.

وأوصيكم بالوفاء؛ أن تشملوا به الخلق أجمعين، وأوفى وفائكم توحيد الله واتباع الرسول.

وأوصيكم بالحكمة؛ أن تأتوا البيوت من أبوابها، وأن تزوَّدوا من العلم والسير في الأرض لها.

وأوصيكم بالقصد؛ إذ تعتقدون وإذ تقولون وإذ تتركون وإذ تفعلون، لا وَكْسَ ولا شَطَطَ.

وأوصيكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ الله الله لا تُنقض عروةٌ لدينك من قِبَلك بتفريطٍ فيه.

وأوصيكم بالدعاء؛ سهام الأرض النافذة إلى السماء، البالغة سدرة المنتهى، الدعاء برَد العيش.

وأوصيكم بالزهد في الدنيا والناس؛ فإنه عن المهانات أصوَن، وعلى الكرامات أعوَن.

وأوصيكم بالصبر؛ على الطاعة، وعن المعصية، وفي البلاء، الصبرَ الصبرَ إلى الموت.

وأوصيكم بالأدب؛ فإنه زينة النفس، وجبر النقص، وحظوة الحمد، ورواء المعاشرة.

وأوصيكم بالصمت؛ ما جنى جزءٌ على كلِّه كاللسان على صاحبه، ولا يُستطاع بغير الله.

وأوصيكم بالاستغفار؛ لا يجتمع ومخازي الدنيا والآخرة أبدًا، قد أفلح المكثرون.

وأوصيكم بالسجود؛ كيفِه وكمِّه؛ إنه زوال الكآبات قبل زوالها، ودخول الجنات قبل دخولها.

وأوصيكم بقلوبكم؛ أن تصونوها عن خسيس الحب وعسيره، حسبُها محبة الله والطيبين.

ذلك؛ واعلموا أنكم لن تأتوا الله سالمين بباطنٍ كالبراءة من أعدائه، ولا ظاهرٍ كالجهاد في سبيله.

آخيتُ طلاب علمٍ ودعاةً إلى

آخيتُ طلاب علمٍ ودعاةً إلى الإسلام ومجاهدين في سبيل الله ما أكثرهم! فلم يملأ أحدٌ نفسي مَلْوًا كما ملأها الطيبون الأنقياء ما أقلهم! أذكر منهم -الساعة- رفيقين؛ طفلان لا تزيدهما أكدار الدنيا والناس إلا براءةً وصفاوةً، لو أني أخذت في الكلام عن روائع بدائع طيبات أفئدتهم؛ ما وسعني مقامي هذا، ولو أن الله -بارئَ الحبِّ- أذن لي أن أشهد لأحدٍ بين يديه؛ لشهدت لهما براسخ الجمال؛ عفا الله عنهما.

أحدهما يكبرني والآخر يصغرني وكلٌّ في قلبي عليٌّ مكينٌ، أمَا إنهما لو ماتا -فديت حياتيهما- لذهب بعض الجمال من الأرض، رجوتك اللهمَّ -مَولى الزاكيات- أن تجعل لقبهما عند سكان سماواتك “المطَهَّرَين”، وأن يُناديا به يوم يدخلان عليك آمنَين مطيَّبَين، واجعل اللهمَّ باطنيهما كظاهريهما أو أجلى، وسريرتيهما أطيب من علانيتيهما وأحلى، وهبني من لدنك مثل ما وهبتهم؛ يا جميل.

بأول تعليقٍ قصيدةٌ لي بالعامية في شواهد مشاهد هذا الخَلق الخاصِّ من الناس؛ شاركوني سماعها.