“بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ”.

“بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ”.

تحسب أن لك اختيار الذنب، ثم اختيار العقاب عليه؟! ويحك!

كثيرةٌ هي صور إرادة فجور الإنسان أمامه؛ لكنَّ من أشدها إنكاره عقابَ الله الذي يشاء -عليمًا حكيمًا- على خطاياه؛ وهو من اختار فعلها -ظلومًا جهولًا- فأوبق بها نفسه.

أوليس لك -عبدًا مربوبًا- اختيارُ ذنبك؛ نوعًا، وقدْرًا، وزمانًا، ومكانًا، وأسبابًا؟ كيف لا يكون لله -سيِّدًا ربًّا- اختيارُ العقوبة؛ نوعها، وقدْرها، وزمانها، ومكانها، وأسبابها؟!

واعجبًا لك! تختار نوع معصيتك من بين أنواع المعاصي، بالقدْر الذي تشاء منها، في الزمان الذي تريد، والمكان الذي تحب، بالأسباب التي تشتهي؛ حتى إذا عاقبك الرحمن -علا وتعالى- بعد إنذارٍ وإنظارٍ؛ فاختار عقوبتك من جنس خطيئتك، بقدْرٍ هو له أحكم، في زمانٍ هو به أعلم، ومكانٍ هو به أخبر، بأسبابٍ شاءها سميعًا بصيرًا؛ قلت: أنى هذا؟ هو من عند نفسك؛ ما يفعل الله بعذابك؟!

إذا شقَّت عليك العقوبة وأنت مستحقٌّ لها؛ فلتشقَّ عليك معصيتك والله غير مستحقٍّ لها.

لم تسؤك جنايتك وأنت ضعيفٌ فقيرٌ ذليلٌ؛ كيف ساءتك مكافأتها من ربٍّ قويٍّ غنيٍّ عزيزٍ؟!

أولى من إنكارك جزاءَ الله ديَّانًا حقًّا لا يظلمك شيئًا؛ إنكارك على نفسك آثمًا آبقًا كنودًا.

فأما المؤدب مع ربه المنصف من نفسه؛ فيقول: هذا الله ربي العفوُّ الحليم الغفور الرحيم البرُّ الكريم؛ يؤاخذني بهذه المؤاخذة؛ وإن التجاوز أحب إليه، والرحمة أوسع لديه، والغفران أكرم عليه؛ أيَّ شيءٍ جنيتُ أنا حتى يفعل الله بي ذلك؟ أيَّ إصرارٍ اقترفت أنا حتى أوردت نفسي المهالك؟ أيُّ إبطاءٍ بالأوبة مني جُوزيت به من سريع الحساب؟ لعلي إذ ذكرت رحمة ربي أُنسيت أنه شديد العقاب.

يا مسكين؛ إذا فاتك الأدب مع ربك قبل ذنبك؛ فلا يفتك بعده؛ إن هُدى الله قريبٌ من المؤدبين.

“أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ

“أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى”؛ قانونٌ في الدعوة والمخالقة.

بين حروف عتابٍ لطيفٍ من ذي الجلال والإكرام، لمجتباه عليه الصلاة والسلام، إذ “عَبَسَ وَتَوَلَّى” عن عبد الله بن أم مكتومٍ رضي الله عنه؛ أجرى الحق -علا وتعالى- ذلك القانون.

أولئك الجاحدون المظهرون استغناءهم عن هداك يا محمد؛ أنَّى تتعرَّض لهم بضيائك؟! “فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ”، واطلب لسلعتك أولاء المطيَّبين الباذلين أثمانها؛ “وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا”.

ذلك قانون الله -عز ثناؤه- في مقام الدعوة إليه؛ خبيرًا بنفوس عباده -أنواعًا وأحوالًا- بصيرًا.

فإن تسل عنه في مخالقة الناس؛ فلا أحكمَ ولا أحسنَ؛ بل هو صلاح البال والحال والمآل جميعًا.

من قصد قلبك -وكان على شرط الله في الصحبة، ثم شرطك- فهرول إليه، ومن تحققتَ زهده فيك فازهد فيه مزيدًا، أعني في صلته على وجهٍ مخصوصٍ؛ فأما قطيعته العامة فلا تحل لك؛ ما دام مؤمنًا بالله ورسوله؛ فإن للمؤمن من الأُخوَّة العامة بما معه من الإيمان؛ “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”.

في صداقةٍ قديمةٍ؛ كتبت -ذا تعبٍ- بالعامية لنفسي؛ “ياما جرينا من ناس بتجري ورانا؛ ورا ناس بتجري مننا”؛ فأنا اليوم -ذا عافيةٍ- أشتهي أن أكتبها لكل أحدٍ بكل لسانٍ؛ عذرًا أو نذرًا.

“سُكَّانُ قلبك”؛ مهما قدرتَ أن تَرجع بصرَك فيهم -كل يومٍ- كَرَّتين؛ فافعل؛ لعله أن ينقلب إليك حسيرًا في بعيدٍ كنت تجعله قريبًا، أو ينقلب إليك قريرًا في قريبٍ كنت تجعله بعيدًا، وكم!

حريصٌ أخوك على قلبٍ لم يجعل الله في جوفك غيرَه، على جَهدك أن يُمزَّق في وصلٍ رخيصٍ كلَّ ممزَّقٍ، على حياتك أن تبرح أيامها وقد برَّحتك لياليها، بأنفاس نفسك رؤوفٌ رحيمٌ.

إني أعيذك بالله أن تكون في حبك جبارًا، لا تشهد فيه إلا حظ نفسك؛ لكني أحب لحبك الحياة.

“ما أصرَّ من استغفر؛ وإن

“ما أصرَّ من استغفر؛ وإن عاد في اليوم سبعين مرةً”؛ قال ذلك نبي التوبة يا ولدي.

قال: أدناك الله منه كما أدنيتني منه يا أبتِ؛ قد ظننتُني بكثرة معاودتي المعصية من المُصرِّين.

قال: يا بني؛ ما عزم على التوبة من المعصية قلبُك، واستغفر منها لسانُك، ودافعَها عملُك؛ فلست مُصرًّا؛ إنما المُصرُّ من لا يبالي بالتوبة باطنًا ولا ظاهرًا؛ أعاذك الله أن تكون كذلك.

قال: فإن حدثتني نفسي -مشرفةً على اليأس- أن الله لا يغفر لي ذنبًا أقارفه كثيرًا، وإني لأرجوه المعافاة منه، وأخافه أن يؤاخذني به؛ فما أكلمها به يا أبتِ؛ كلمك الله يوم لا يكلم الظالمين؟

قال: حدثها عن نبيك الهادي هذا الحديث الحادي؛ يوم جاءه رجلٌ، فقال: يا رسول الله؛ كم نعفو عن الخادم؟ فصمت رسول الله، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كانت الثالثة؛ قال رحمة الله للعالمين صلَّى الله عليه وسلَّم: “اعفوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً”، وفي روايةٍ؛ أنه قال: إن لي خادمًا يسيء ويظلم؛ أفأضربه؟ فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: “تعفو عنه كل يومٍ سبعين مرةً”.

يا بني؛ سيدٌ من الناس يؤمر بالعفو عن خادمه؛ وإن أساء وظلم كل يومٍ سبعين مرةً؛ ما لأحدنا -عبدًا ذليلًا عليلًا- عند سيده الأعلى تعالى؛ إذا هو أتاه كل يومٍ -مسيئًا ظالمًا- سبعين مرةً؟!

يا بني؛ السيد من الناس تنفعه طاعة خادمه، وتضره معصيته؛ وقد أُمر -مع ذلك- بالعفو عنه؛ ما لك من مغفرةٍ عند غنيٍّ حميدٍ؛ لا تنفعه طاعةٌ وإن جلَّت، ولا تضره معصيةٌ وإن جمَّت؟!

يا بني؛ لقد عظَّم هذا الحرف عن رسول الله رجاء أبيك في رحمة الله تعظيمًا شديدًا، يا بني؛ أحسبك -الآن- وعيت قول نبيك -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي بدأتك به: “ما أصرَّ من استغفر؛ وإن عاد في اليوم سبعين مرةً”، يا بني؛ إذا أكثرت أن تعصي؛ فأكثر أن تعود، يا بني؛ قد أفلح العائدون.

“رباه هذه رأفة نبيِّي، وإشفاق أبي؛ ما لي عندك أنت؟ وأنت أنت”؛ صرخ بها الولد جَذْلَانَ وَجِلًا.

أحبوا أشباهكم، صونوا جمال نفوسكم

أحبوا أشباهكم، صونوا جمال نفوسكم في وصل من يماثلونكم، أنعشوا بقربهم فيكم ما أخمد المُشاقُّون.

كم تشوهت في مخالقة المضادِّين قلوبٌ وعقولٌ! كم تتبدد في مخالطة المعاندين طاقاتٌ وأوقاتٌ!

أيها المُشفُون بقلوبهم على مهاوي الهوى؛ هلموا إلى أخٍ مُمَرَّسٍ مُضَرَّسٍ؛ فؤادي لأفئدتكم نذيرٌ عريانٌ.

ظلم نفسَه عبدٌ أشهده الله المسافة بينه وبين من يحب؛ فلم يعبأ بإشهاد الحق؛ اتباعًا لباطل الحب.

لكل مودودٍ ما يستحق من قلبك؛ فأما المستحق قلبَك -ما أغلى قلبك!- فمن يشبهك وتشبهه.

لو قصد صادق الحب إلى مخالفة محبوبه قصدًا حثيثًا؛ أخطأها؛ “إِلَّا ابْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى”.

“الأضداد تتجاذب”؛ خذوا منها في المادة -ما شئتم- أو دعوا، أما في المحبة فدعوها، وادعوا لي.

قل لمن يهوى معاكستك ومشاكستك زاعمًا حبك: أنت خير الناس وأنا شرهم؛ لكنَّ “المحبة الموافقة”.

تسعة أعشار عافية ظهرك الذي لا حامل لك غيره؛ أن تضع عنه من أنقضه؛ أولئك الذين لا يشبهونك.

لست أدري يا نبي الله؛

لست أدري يا نبي الله؛ إذا صافح أصحابك المجتبَون وجهك الأزهر على حوضك الكوثر، بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم روائع بدائعهم، شاهداتٍ على فريد محبتهم وراسخ توحيدهم ومكين إيمانهم؛ ما ألقاك أنا به؟! الساعةَ يضحك فؤادي من فرَط الخيبة، باكيًا لعظيم الحسرة.

الحقُّ -يا حبيب الحق- أني فقير الطيبات وافر الخبائث؛ بَيْدَ أن بقلبي -أرجو موهبة ربي- شيئًا هو لك، يبلغ سوء ظني بنفسي موضع العِيِّ عن قول: أحبك؛ أنَّى أقولها وليس لي ما يشهد لها؟! كيف والعليم الخبير لا يدخل عليه زخرف القول ولا بهرج العمل؟! لكني أحبك، لا أعرف لي شيئًا ينهض به حرفي إليك؛ لكني أحبك، وإذ أقدر أن أصدح بها في العالمين زاهيًا؛ فإني أخفض بها صوتي عندك.

لعل آية حبي -يا نبي التوبة- أني أحب ربك الذي دللتني عليه، ودينك الذي هديتني إليه، وكتابك الذي بُعثت به، وسنتك التي هي أنت، أو لعلها مودة قلبي من والاك وبغضه من عاداك، أو لعلها رعدة روحي عند ذكر قربك، أو لعلها شدة رجائي الناس أن يتبعوك وحدك لا شريك لك في الاتباع، أو لعلها حميَّة نفسي إذ يستطيل على جنابك زنيمٌ لا يعرف أباه؛ فأشتهي سلْخه حيًّا، ما ذاك فيك شيئًا.

يا نبي الرحمة؛ لقد يزعم العبد -رخوُ التألُّه شديدُ التولُّه- زعمًا يبلغ السماء؛ لو أنك بين أظهرنا، وأدناني ذو الجلال والإكرام من بابك؛ لجئتك شاكيًا علتي التي لا تُوارى عنك، واستودعت أسراري صدرك الأمين، معانقَك حتى تطمئن روحي بسكينتك، لاثمًا جبينك حتى تأخذني من أمانك سنةٌ من نومٍ؛ لكنه يرضيك أن أعجَل بالشكوى إلى مَن بقيته الخير عز ثناؤه؛ فسأفعل لترضى، أَولى لي فأَولى.

يا أيها الماحي العاقب الحاشر المقفَّى صلَّى الله عليك؛ ذا البعيد يناجيك من وراء الحجب؛ من حيث توشك الدنيا أن تغرب والزمان على الأفول، ومن حيث يحول جفاء معصيتي دون معرفتي.

“اللهم صلِّ على محمدٍ خليلك، وسلِّم”؛ صِلني بها اللهم -من مددك- برسولك كثيرًا؛ حتى إذا سميتني عنده بها مرارًا عرفني، إيهًا حمزُ إذا عرفك البشير النذير ومرحى! لقد طابت إذًا عاقبتك.

السراج المنير سيدي؛ إذا منَّ الكريم علي غدًا فلم يسُقني مع المجرمين -بما أشبهتُهم- إلى جهنم وردًا؛ فسأركض نحو حوضك المورود حثيثًا، غير مزاحمٍ أصحابك والصديقين؛ بل قاعدًا خلف أقدامهم، متخفيًّا في أذيالهم، مشيرًا إليك من بعيدٍ قريبٍ، وإن سعة برِّك لبالغةٌ ببصرك الرحيم موقعي، فإذا تبسمت إلي ساعة عطاء الله المدهش في سماحة نفسك؛ فلأخفضن بصري خجلًا منك، فإن تعطفت بالجود مزيدًا كما هو المظنون بك؛ فسأستمنحك -على حياءٍ في رجاءٍ- شربةً من يمينك.

رسول الله؛ يُخيَّل إلي أني أبقى مواريًا عنك وجهي حتى في الجنة؛ لئن قل حيائي منك اليوم غائبًا؛ فليكثرن غدًا شاهدًا، واسوءتاه منك -حبيبنا- وإن بسط الرحمن لي في صفحك! رضيت بك.

حسبي اللهم يومئذٍ منك نظرةٌ بغفرانٍ، ومن نبيك بتحنانٍ، لا إله إلا الله أنت، محمدٌ هو رسول الله.

فصولٌ من حكاية المطر اللذيذ.

فصولٌ من حكاية المطر اللذيذ.

رَوح رُوح الحياة والأحياء، وجَود جُود بارئ الأرض والسماء؛ كاد الماء يكون معنىً.

“وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ”.

“أوله رشٌّ وطشٌّ، ثم طلٌّ ورذاذٌ، ثم نضحٌ ونضخٌ، ثم هطْلٌ وتهتانٌ، ثم وابلٌ وجَودٌ”.

“فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السَّمَآءِ بِمَآءٍ مُّنْهَمِرٍ”.

“وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً طَهُورًا”.

“اللهم صيِّبًا نافعًا”.

“اللهم حوالينا ولا علينا؛ على الآكام، والجبال، والآجام، والظِّراب، والأودية، ومنابت الشجر”.

“اللهم سُقيا رحمةٍ؛ لا سُقيا عذابٍ، ولا بلاءٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ”.

“مُطرنا برحمة الله، وبرزق الله، وبفضل الله”.

“لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا”.

“وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ”.

“قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ مَّعِينٍ”.

“ولا يعلم متى يأتي المطر أحدٌ؛ إلا الله”.

“ثنتان ما تُردَّان؛ الدعاء عند النداء، وتحت المطر”؛ هلمِّي أيتها الأفئدة العطاشى إلى غوث الله.

قال الشافعي رحمه الله: حفظت عن غير واحدٍ؛ “طلب الإجابة عند نزول الغيث، وإقامة الصلاة”.

في الاستسقاء؛ “اللهم اسقنا غيثًا مُغيثًا، مريئًا مَرِيعًا؛ نافعًا غير ضارٍّ، عاجلًا غير آجِلٍ”.

قال العباس لما استسقى به عمر -رضي الله عنهما- عام الرَّمادة: “اللهم إنه لم ينزل بلاءٌ إلا بذنبٍ، ولم يُكشف إلا بتوبةٍ، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة؛ فاسقنا الغيث”، فأرخَت السماء مثل الجبال؛ حتى أخصبت الأرض وعاش الناس.

“وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ”.

“هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ”.

“اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا”.

“أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا”.

“فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”.

“وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ”.

“وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ”.

“لُنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنآ أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا”.

“وَمَآ أَنزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَآءِ مِن مَّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا”.

“أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ”.

“أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ”.

“وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ”.

عن أنسٍ -رضي الله عنه- قال: “أصابنا ونحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مطرٌ، فحَسَر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟! قال: لأنه حديث عهدٍ بربه تعالى”؛ ليس كمثل أدب نبينا مع ربنا أدبٌ؛ جلَّ جلال المقام المهيب.

رأى ابنُ المسيب ابنَ عباسٍ -رضي الله عنهم- في المسجد، ومطرت السماء، وهو في السقاية، فخرج إلى رحبة المسجد، ثم كشف عن ظهره للمطر حتى أصابه، ثم رجع إلى مجلسه.

كان عليٌّ -رضي الله عنه- إذا أمطرت السماء؛ خرج، فإذا أصاب رأسَه الماءُ؛ مسح رأسه ووجهه وجسده، وقال: “بركةٌ نزلت من السماء، لم تمسها يدٌ ولا سقاءٌ”؛ ذلكم غرسُ المجتبى.

قال النووي رحمه الله: “يستحب إذا سال الوادي أن يغتسل فيه ويتوضأ منه؛ لما رُوي أنه جرى الوادي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اخرجوا بنا إلى هذا الذي سماه الله طَهورًا؛ حتى نتوضأ منه، ونحمد الله عليه”؛ يا فيض فضل الله الكريم الكبير؛ أغث قلوبنا بهذا الحب يا أطيب المغيثين.

“لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا”.

“لا تقوم الساعة حتى يُمطر الناس مطرًا عامًّا؛ ولا تنبت الأرض شيئًا”.

“ولم يمنعوا زكاة أموالهم؛ إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا”.

“ليست السَّنة أن لا تُمطروا؛ ولكن السَّنة أن تُمطروا وتُمطروا، ولا تنبت الأرض شيئًا”.

“ليس عامٌ بأكثر مطرًا من عام؛ ولكن إذا عمل قومٌ بالمعاصي؛ صرَّف الله ذلك إلى غيرهم، فإذا عصوا جميعًا؛ صرَّف الله ذلك إلى الفيافي والبحار”؛ لكنَّ عافيتك يا رحمن هي أوسع لنا.

“اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرَد”؛ ويح الماء! لم يزل للبواطن والظواهر طَهورًا.

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينادي مناديه في الليلة المطيرة، أو الليلة الباردة ذات الريح: “صلوا في رحالكم”؛ إن يكن الماء رَوح رُوح الحياة؛ فإن رحمة الله للعالمين هو الحياة كلها.

شهود الجماعة خيرٌ؛ لحديث ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- قال: “جاءت سحابةٌ، فمطرت حتى سال السقف -وكان من جريد النخل- فأقيمت الصلاة، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يسجد في الماء والطين؛ حتى رأيت أثر الطين في جبهته”؛ عن الحب لا تسل؛ بدائع روائع سيد المخلَصين.

المطر في المنام خيرٌ لأهله في دينهم، وبركةٌ عليهم في معاشهم، وفرجٌ لهم في كرباتهم.

“وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ”؛ يُسكَب لأهل الجنة سكبًا، متفجرًا من فردوسها الأعلى؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا سألتم الله الجنة؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجَّر أنهار الجنة”، ومن عجبٍ جريانه بها في غير أخاديد! سبحان الملك!

ونسيمٌ يبشرُ الأرضَ بالقطـ ** ــرِ كذيلِ الغِلالةِ المبلولِ

ووجوهُ البلادِ تنتظرُ الغيـ ** ـثَ انتظارَ المحبِّ رجعْ الرسولِ

أما حديث الحب في المطر فذو شُجونٍ، والمحبون في أجوائه ذَوو أحوالٍ وفنونٍ، وأرضى المحبين منه حظًّا أرقاهم إلى رتبة الجنون، وشعر العرب الأقدمين في كل شيءٍ منه أجلُّ وأوسع من اصطفاء حرفٍ منه هنا؛ حتى لأقول: ما أَلهمتْ شعراءَهم مادةٌ كالماء، وللمحدَثين نصيبٌ.

بعض الناس يُكئبه المطر من وجهٍ ويخافونه ويحذرون؛ لكنَّ عامة الخلق يُبهجها من وجوهٍ كثيرةٍ ويأمنون به ويستبشرون؛ بل هو لبعض عللهم الحسية والنفسية دواءٌ لطيفٌ؛ فتبارك الشافي.

“لا تقولي عد إلى الشمس .. فإني أنتمي الآن إلى حزب المطر”؛ شيءٌ قاله نزار؛ ألا إن للمطر من الناس أهلين، وإني من حزبه الظِّماء المجانين، أهواه حتى رائحته؛ يا طِيب أنفاس السماء.

أنعِش ربنا بالماء في الدنيا أرواحنا وأجسادنا، واسكُبه في الجنة من فوقنا، وأجْرِه بها من تحتنا.

صباحك السبع المثاني. كلِّيات الوجود،

صباحك السبع المثاني.

كلِّيات الوجود، قواعد أمِّ الكتاب!

سورة الفاتحة أربعة مقاطع؛ لم يعزُب عنها من أمر الوجود كله شيءٌ، والوجود: الله، وخلقه، وأمره.

– الأول: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ”؛ بسملة مؤمني البرِيَّة في السماوات والأرض أجمعين.

مُفتتَح الخلق والأمر، ومُبتدأ المعاش والمعاد، وما دام اللهُ الأولَ الآخرَ الظاهرَ الباطنَ؛ فالبدء باسمه -في أمره- ضرورةٌ، والانتهاء إليه -من خلقه- صيرورةٌ، ولا يسمَّى الله -جلَّ جلاله- إلا على حقٍّ وإحسانٍ؛ في عبادته وفي مخالقة خلقه، ومن سمَّى الله على باطلٍ أو في بغيٍ؛ فقد كذَب نفسه ولم يضرَّ الله شيئًا، ولا تسمية لمشركٍ بالله شيئًا على شيءٍ؛ فإن البسملة معنى التوحيد ومقتضاه.

أما اختصاص البسملة باسمَي الرحمن الرحيم؛ فمقامٌ حقُّه لأولي الألباب الخضوع والدهشة.

– الثاني: “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ”؛ تعرُّفُ الله -عزَّ ثناؤه- إلى عباده؛ بنعوت كماله وجماله وجلاله، لا أجمعَ من هذا ولا أمنعَ.

في “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” كمالُه، وفي “الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ” جمالُه، وفي “مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ” جلالُه.

أما جُمَلِ الإلهيات والنبوات والسمعيات فيها وفي حواشيها؛ فشيءٌ يُعجز ويَبهر؛ أصغرُ ذرةٍ فما دونها؛ إلى أكبر مجرَّةٍ فما فوقها؛ مُودَعَاتُ الأسرار بها، تبارك الله حميدًا مجيدًا.

– الثالث: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”؛ حقُّ الله سبحانه وبحمده -ربًّا واحدًا أحدًا- على العبيد.

قد وجب عليهم -بما له تقدَّس من كمالٍ وجمالٍ وجلالٍ، وبما لهم من افتقارٍ إليه في كل حالٍ- أن يُفردوه بالعبادة باطنًا وظاهرًا؛ فأما الباطن فابتغاؤهم وجهَه الأعلى، وأما الظاهر فتحكيمهم شرعَه الأحلى، وأن يستعينوه على جميع ذلك، وإنَّ أوفاهم له عبادةً أعظمهم به استعانةً.

– الرابع: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّآلِّينَ”؛ منهاج علائق الربانيين مع الحق وفي الخلق، كمالٌ في تمامٍ، وتمامٌ في كمالٍ.

الصراط المستقيم هو سبيل الله الهادية العالمين حصرًا، وسؤال الله إياه -على هذا الوجه- طلب استيفاءٍ للكمال والإحسان؛ بما تضمنه معنى الصراط أولًا، وبما في نعته بالاستقامة ثانيًا، وأضافه -علا وتعالى- إلى المنعَم عليهم وحدهم؛ لأنهم الذين عرَفوه فلزموه؛ فأضحوا -بذلك- والصراطُ شيئًا واحدًا، ونفاه عن طائفةٍ عرَفته ولم تتبعه وهم المغضوب عليهم؛ وعن الضالين عن معرفته، ولا يكون الهدى به إلا على معاداة الآخرين وموالاة الأولين، وليس في الدنيا والآخرة إلا صراطٌ واحدٌ، وأحوال أهله عليه في الدارين واحدةٌ، هي هي؛ كما قال ابن مسعودٍ -رضي الله عنه-: “تركنا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- في أدناه، وطرفُه في الجنة، وعن يمينه جوادُّ، وعن يساره جوادُّ، وثَمَّ رجالٌ يدعون من مرَّ بهم؛ فمن أخذ في تلك الجوادِّ انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة”.

تلك كلِّيات فاتحة الوجود؛ لا تفسيرًا قصدتُ إليها؛ بل إشارةَ طائفٍ حواليها، والله ورسوله أعلم.

هل أتاك حديث صنعة المجاهدين؟

هل أتاك حديث صنعة المجاهدين؟ صنعة الحياة بالموت؛ يموتون ليحيا العالَمون.

تلك صنعةٌ قَصَرَها المنَّان عليهم، وحَصَرَها فيهم؛ “نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَآءُ”، واسعًا عليمًا.

أيها الراسخون في الأرض الشامخون إلى السماء؛ لو كانت الأعمار توهب لوُهبت لأجلكم؛ رخيصةً لكم نفيسةً بكم؛ أنتم النافعون بالذلة الأولياء، الضارُّون بالعزة الأعداء، حُرَّاس الديار حُفَّاظ الأعراض صُوَّان الأموال حُمَاة الدين، من عقد ذو الجلال والإكرام معكم بيعه وبيعته دون الناس أجمعين.

ما عسعس على الإسلام ليلٌ، ولا تنفس على المسلمين صبحٌ؛ إلا وأنتم أرضى أهل الأرض أعمالًا، وأشبههم بأهل السماوات أحوالًا، أهنأُ المؤمنين في الدنيا عيشًا، وأحظاهم في الآخرة جزاءً، قد أمسى الفرق بينكم وبين جميع من عداكم جسيمًا، “وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا”.

لولا أنتم -أينما كنتم- لكنا أرقَّاءَ أذلَّاءَ صاغرين؛ في علِّيين شبعُكم كما تجوعون، وعند ربكم ريُّكم كما تظمئون، ومن لدنه أمنُكم كما تخافون، ويوم زيارته أنسُكم كما تستوحشون؛ قد أفلح السائحون.

عليكم سلام الله المؤمن السلام، ورحمته وبركاته إلى دار السلام؛ عن أطفالٍ قعودٍ يعرفون أقداركم.

أغلق صفحتي أيَّامًا؛ لكنْ أريد

أغلق صفحتي أيَّامًا؛ لكنْ أريد قبل هذا أن أقول شيئًا، وأن أوصي بشيءٍ، وأن أسأل عن شيءٍ.

فأمَّا القول؛ لئن كان أحبَّ النَّاس إلى قلبي -فيما مضى- المساكين؛ فلقد صار حبُّهم -اليوم- بقلبي أضعافًا مضاعفةً، وإني لمَن يطلب قربهم ويشتهي وصالهم؛ ما أفقرني إليهم وما أغناهم عني!

وأمَّا الوصيَّة؛ فقراءة هذا الكتاب وأخيه “المشوِّق إلى القرآن”، لصاحبهما القرآنيِّ -أحسبه كذلك- أخي عمرو الشرقاوي؛ بارك الله عليه وغفر له، توزِّعهما “المكتبة العصريَّة” بمعرض الكتاب.

وأمَّا السُّؤال؛ فعن شأن أخٍ كريمٍ لا أعرفه؛ غنَّى -محسنًا إليَّ متكرِّمًا عليَّ- قصيدتي “أشيعوا الودَّ بينكمُ”، ووضع -متفضِّلًا- رابط غنائه الطَّيِّب في تعليقٍ عليها، ثمَّ محاه قبل أن أعلِّق عليه لفرَط انشغالي، ولعلَّه ظنَّ أنِّي غير مبالٍ بمحمود معروفه؛ فلا والله العليم الخبير؛ بل كلُّ إعجابٍ وكلُّ تعليقٍ وكلُّ مشاركةٍ وكلُّ تسديدٍ من كلِّ إخواني على جبيني، وبين عينيَّ، وإنَّه لسترٌ من رأفة الله سابغٌ وفضلٌ من رحمة الله بالغٌ أن يجود مؤمنٌ بالله عليَّ بأيِّ خيرٍ منه؛ كيف بهذا العطاء الجزيل من هذا الأخ النبيل؟! فلئن بسط الله لي في مسامحته فجاد بها عليَّ تارةً أخرى؛ كنت له من الشَّاكرين.

بارك الله مودَّتنا فيه غيبًا فشهادةً، وأنالنا ببركاتها الحسنى وزيادةً؛ أحبُّكم يحبُّكم محبُّكم حبيبكم.

قطيعة تقطع الاختلاط بين الرجال

قطيعة تقطع الاختلاط بين الرجال والنساء!

لا فرق عند الله -في ذلك- بين العامة، وبين من يتوهَّمون أنفسهم من الخاصة.

في الدراسة، وفي الوظائف، وفي طلب العلم!! وفي أعمال الخير!! وفي كل مجالٍ.

حتى ما يتسامح فيه كثيرٌ من الرجال والنساء -هنا- في الخاص والعام؛ دعوه لوجه الله.

فظائع وأهوال تظهر كل ساعةٍ -فما دونها- تشيب لها نواصي الولدان، وما خفي أعمُّ وأطمُّ.

عليهم من جبار السماوات والأرض ما يستحقون؛ أولئك المبيِّضون للناس ظلمات الفتن.

لو أطلعتكم على ما يبلغني من ذلك -وأنا واحدٌ من الناس- لذهب بعضكم على بعضٍ حسراتٍ.

وحده الله ربي لا شريك له يعلم ما بنفسي من الغم؛ لطفَك العظيم ببقايانا يا أكرم المُجيرين.

“وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا”، “أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ”؛ أفلح من صدَّق الحسيب جلَّ جلاله.

لا إله إلا الله؛ به الغوث، ومنه المعافاة، ولا حول ولا قوة إلا به عزيزًا رحيمًا.

نعم أيها المتفتح الحكيم؛ نحن المتخلفون الرجعيون المتطرفون، وقانا الله برودتك.

الله الله في قلبك وقولك وعملك يا عبد الله، الله الله في قلبكِ وقولكِ وعملكِ يا أمَة الله.

أقيموا بينكم وبين الفتن -شبهاتها وشهواتها- جدارًا، وزيدوه كل يومٍ لبنةٍ، واستعينوا الله.

لست مبالغًا إذا قلت لك أخي ولكِ أختي: أنا بشحت منكم الرجاء ده؛ بلاش تتساهلوا مع بعض.

أنت قبل ورَطات الأمور في سعةٍ وعافيةٍ، وبعدها في ضيقٍ وبلاءٍ، والدفع أسهل من الرفع.

“من وسَّع ما ضيَّق الله حرامًا؛ ضيَّق الله عليه ما وسَّع حلالًا”؛ سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.

ذلك؛ وإني -بحمد الله- أعرف أحكام الاختلاط في شريعة الله سبحانه، وإن حرفي هذا لفي رعايتها.

أغلقِ اللهم على قلوبنا أبواب الفتن، وأعنَّا على ما فُتح علينا منها، واشغلنا بمحابِّك ومنافعنا عن مغاضبك ومضارِّنا، واغفر لنا ما سلف من آثامنا وفات، وثبتنا على صراطك السويِّ إلى الممات.

اقرأ -قرأتَ كتابك بيمينك- المنشور بأول تعليقٍ، وما تحته (نفسِه) من منشوراتٍ، وإني أخوك.