لما كان ما كان من

لما كان ما كان من إغلاظ الأخ الشيخ محمد الأزهري الحنبلي؛ في جوابه على أختٍ سائلةٍ، ووقفت على هذا الجواب بنفسي؛ أنكرته إنكارًا شديدًا، ثم وقعت على منشورٍ لأستاذٍ حبيبٍ كريمٍ؛ ينكر على الأخ محمدٍ خليقته هذه في جوابه؛ فعجِلت بالإعجاب بمنشوره قبل إتمام قراءته.. علم الله، ثم تبين لي -بعدُ- أن فيه بعض سبٍّ للأول؛ فرفعت إعجابي عنه.

ولقد كان الواجب علي -قبلُ- التروي في الأمر كله؛ سيما وأنه جرى بيني وبين أخي محمدٍ -قديمًا هنا- بعض توددٍ وتلطفٍ؛ فكان خليقًا بي -مع حفظ حق الله والإسلام- حفظ هذا، والإنكار عليه بما يسوغ.

فأنا أعتذر -أولًا- إلى الله ورسوله، ثم إلى نفسي وأخي.

ولعله لا يبلغه هذا؛ لحظره إياي في إثره؛ فليبلغه عني كريمٌ.

وما أنساني التعجيل بهذا البيان؛ إلا الشيطان الرجيم، لا عن قصدٍ.

ذلك؛ وإنني لا أزال أنكر على أخي؛ بعض طريقته في هذا الباب، وفي بابٍ أعم منه وأعظم؛ أشرت إليه -هنا- إشاراتٍ، وأفصِّل فيه -إن شاء الله- قريبًا.

وليس فيما أنكر عليه -صانه الله وزانه- ما يشغب به كثيرٌ من مخالفيه عليه؛ في بعض الاختيارات الفقهية، ولا في مسلكه فيها؛ فإنه مما يُعرف فيه ويُنكر، ويُؤخذ منه ويُرد، بل لعله أهدى فيها -على الجملة- من جمهرة المخالفين.

ربنا جرِّد قلوبنا لك تجريدًا، وعبِّد نفوسنا لك تعبيدًا، واملأ كلًّا لك توحيدًا.

هل أتاك حديث طائر النصرة؟!

هل أتاك حديث طائر النصرة؟!
ذلك الذي ينصر الله به عباده الذين آمنوا.. لا ينصرهم إلا به.
رأسه: الإسلام، وجناحاه: الوعي، والسعي.
* أما الإسلام= فأساسٌ، وبناءٌ.
الأساس المنهج: وهو معاقد الإسلام الكلية، المؤسَّسُ عليها بناؤه.
كالربانية، والفرقان، والهداية، والإحكام، والشمول، والامتزاج، والتوسط، والإلزام، والجزاء، والعقلانية، والفطرية، والإنسانية.
والبناء مربعٌ: عقيدةٌ، ونسكٌ، ونظمٌ، وأخلاقٌ.
1- العقيدة. وهي ثلاثٌ: إلهياتٌ، ونبواتٌ، وسمعياتٌ.
الإلهيات: علم الواجب والممتنع والجائز في حق الله جل وعز، وما يجب له تعالى -بذلك العلم- من عملٍ باطنٍ (الإرادة والقصد)، وعملٍ ظاهرٍ (الطاعة والحكم).
أو هي: إفراد الله تعالى بالربوبية (الخلق والحكم)، وبالأسماء والصفات (الثابتة له تعالى بغير تحريفٍ ولا تعطيلٍ)، وبالألوهية (العبادة الباطنة والظاهرة).
والنبوات: علم الواجب والممتنع والجائز في حق الأنبياء عليهم السلام، وما يجب لهم -بذلك العلم- من المحبة والتعظيم والاتباع والحكم بما أنزل الله عليهم.
والسمعيات: الغيبيات. وركناها: الإقرار (ضد الجحود)، والإمرار (ضد الخوض).
وأركان الإيمان الستة -لمن نظر- في هذه الثلاث.
2- النسك. وهي ثلاثةٌ: نسكٌ بدنيةٌ، ونسكٌ ماليةٌ، ونسكٌ بدنيةٌ ماليةٌ.
3- النظم. وهي نوعان: نظمٌ مغلقةٌ، ونظمٌ مفتوحةٌ.
المغلقة (أحكام الإسلام أساسها وبناؤها): كالنظام الاجتماعي، والنظام الجنائي (نظام العقوبات)، والنظام العسكري (الجهادي)، ونظام الحسبة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإفتاء).
والمفتوحة (أحكام الإسلام أساسها وكلياته وعموماته بناؤها): كالنظام السياسي، والنظام الاقتصادي.
4- والأخلاق: نظريةٌ، وعمليةٌ.
النظرية: الإلزام، والمسؤولية، والجزاء، والنية (الدوافع والبواعث)، والجهد.
والعملية: الأخلاق الدينية (التزكية)، والأخلاق الفردية (الذاتية)، والأخلاق الأسرية، والأخلاق الاجتماعية، وأخلاق الدولة.
وهذه الأخلاق العملية كلها نوعان: سلبيٌّ (تركيٌّ)، وإيجابيٌّ (عمليٌّ).
* وأما الوعي= فبالصراع؛ حقيقته، وأطرافه، ومحاوره، وأهدافه، ووسائله.
حقيقته: العقدية الدينية (مهما تنوعت صوره واختلفت موضوعاته باختلاف زمانه ومكانه وأطرافه وظروفه وملابساته).
وأطرافه: (الإسلامية والجاهلية).. (الداخلية والخارجية).. (الأفراد والكيانات).. (الوظيفيون والمتطوعون).. (التنظيمات والمؤسسات).. (الدول والدويلات).. (الفاعلون والوكلاء).. (الكبار والصغار).. (الدينيون واللادينيون).
ومحاوره: (النفسية والاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية).
وأهدافه: (العقدية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية).. (القريبة والبعيدة).. (الخفية والمعلنة).. (الثابتة والمتغيرة).. (الذاتية والغيرية).
ووسائله: (البشرية والمعنوية والمادية).. (الدينية والدنيوية).. (السلطوية واللاسلطوية).. (الرغبية والرهبية).. (النظم والسياسات).. (الصلبة والسائلة).. (المؤسسات والشركات والهيئات).
* وأما السعي= فحركة أولي الإسلام المنزل (الذي مضى تفصيله).. (لا الشائه ولا الناقص ولا المبدل)، وأولي الوعي (بكل ما مضى في جوانب الصراع)=حركتهم بأسباب النصرة (المعنوية والمادية) جميعًا.
ذلكم طائر النصرة.. الذي ينصر الله به عباده الذين آمنوا.. لا ينصرهم إلا به.

ما شهد للإسلام؛ مثلُ دمٍ

ما شهد للإسلام؛ مثلُ دمٍ أرخصَ صاحبُه سفكَه؛ ابتغاء مجده.

إن أعجب شأن الشهيد -وشأنه كله عجبٌ- بذله ما يشهد لما يغيب.

وإن أوفى وفائك لشهيدك؛ ثباتك -من بعده- على دينٍ جمعكما الله فيه.

تقبلكما الله حبيبيَّ الرضيَّين؛ أبا أنسٍ، وأبا أروى؛ في أسعد الشهداء.

واجعل فطورهما في حورٍ عين، على خمرٍ لذةٍ، بطواف ولدانٍ مخلدين.

وهبْهما بأول رمضانك؛ من أكبر رضوانك؛ أوفى ما وعدت الشهداء.

واخلفهما في أهلٍ وولدٍ -آمنَ مستودَعٍ- بأنعم ما خلَفت مصطفَيك الأبرار.

واجمعنا بهم -بالغين ثأرهم- رائين وجهك -على كثبان المسك- يوم المزيد.

أشهد بك اللهم الشهيد؛ لكل شهيدٍ أشهدتنيه؛ على نقاء صدره، وكريم همِّه.

هاتان اللتان بلغت بكم أيها السادة، وهاتان اللتان لا نستطيع.

رأيت الشهداء في علمٍ وعملٍ يتباينون؛ أما على هاتين فأشباهٌ متفقون.

ما أرخص الحياة إلا بلاغًا من الله ورسالاته! ما أغلى الموت في سبيل الإله!

بلِّغنا اللهم ثأرهم وأسرانا والمستضعفين، يدَك فوق أيدينا يا متولي الصالحين.

وأعدنا لقتال الكفرة الفجرة قاتليهم؛ فلا تجمعنا -إذًا- نزاعة الشوى.

منشورٌ قديمٌ: – الزند كافرٌ

منشورٌ قديمٌ:

– الزند كافرٌ بالله العظيم مشركٌ به؛ بما تولى -قبلًا- من منصبٍ طاغوتيٍّ (منازعٍ لله في ربوبيته.. محادٍّ له في إلاهيته.. مشاقٍّ له في أسمائه وصفاته.. مخاصمٍ له في حاكميته ودينونته)، وبعمله المفصل المعلوم فيه، وبقرائن أحواله البينة به.

– من رأى أنه -قتله الله وأشباهه- مُلابسٌ -بمنصبه وما ألزم منه- جُملًا من المكفرات، ثم لم يكفره بهذا؛ فإن كان دينه الكفر بالطاغوت واجتنابه وعداوته، وحقق القول فيه ودققه؛ لم يكن بهذا مرجئًا.

– من لم ير فيما يأتيه -بمنصبه وما ألزم منه- كفرًا، وكان دينه الخرس عن الطواغيت؛ فهو مرجئٌ قبيحٌ، أو خرَّاصٌ جريءٌ.

– من لم ير فيما يأتيه -بمنصبه وما ألزم منه- كفرًا، وكان دينه المجادلة عن الطواغيت؛ فهو على شفا هلكةٍ؛ إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان.

– مقالة هذا الكافر الأخيرة مقالة تنقصٍ له عليه الصلاة والسلام، لا يُشك في هذا طرفة عينٍ فما دونها، ولقد كان سياق الحزم بالقانون!! يستدعي ذكر سيده الذي يعبده لا نبينا الذي نتبعه، فلولا تعظيم الحقير طاغوته وهوان نبينا عليه؛ ما ودَع ضرب المثل به إلى ضرب المثل بسيدنا عظيمنا جليلنا محمدٍ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وتنقصه عليه السلام كفرٌ بعامةٍ؛ كيف بها من عدوٍّ لله ولرسوله ولدينه مثله؟! فهي زيادةٌ منه في الكفر.

– قال صاحب “الشفا” شفا الله علته بعناق رسولنا.. وإيانا:

“اعلم -وفقنا الله وإياك- أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم، أو عابه، أو ألحق به نقصًا في نفسه أو نسبه أو دينه، أو خصلةٍ من خصاله، أو عرَّض به، أو شبهه بشيءٍ على طريق السب له أو الإزراء عليه، أو التصغير لشأنه، أو الغض منه والعيب له؛ فهو سابٌّ له، والحكم فيه حكم الساب.. يقتل. وكذلك من نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخفٍ من الكلام، وهُجرٍ ومنكرٍ من القول وزورٍ، أو عيره بشيءٍ مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو غَمَصَه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه، وهذا كله إجماعٌ من العلماء وأئمة الفتوى؛ من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرًّا”.

– من رأى من المجتنبين الطاغوت المعادين إياه -بتحقيقٍ وتدقيقٍ- أنه لا يكفر بهذه المقالة، وشنعها -مع هذا- وبشعها؛ لم يكن مرجئًا.

– الصلاة والسلام على النبي حال التنقص له؛ كاستغفار سبَّابي دين الله رب العالمين من كفرة السوقة أعقابه؛ خوضٌ ولعبٌ وعبثٌ وقِحةٌ.

– لا ينبغي لمن فقِه نفسه أن يتأول لهذا الزنديق المحارب الله ورسوله والإسلام مقالته، ولم تكن هذه خليقة السلف -صانهم الله وزانهم- في مثلها من مثله. أما القضاء فيه هو؛ فعلى الحسبان الذي مضى.

– لا شك أن عامة الإخوان وأشياعهم متسلقون بهذه المقالة وأشباهها إلى خسيس أربٍ وحطيطه، وأنهم لا خُطم لهم ولا أزمة -بمُركَّب جهلهم- في أبواب الشريعة بعامةٍ، بَلْهَ هذا الباب العظيم، مع ما لهم -مع ذلك- من الإسلام لله والمحبة لرسوله.

– ربنا اقتل بنا خنثى الطواغيت وجندَه، وسيدَه الذي جاء به وعبدَه.

باسمك اللهم؛ معبودًا بالقصد، مستعانًا

باسمك اللهم؛ معبودًا بالقصد، مستعانًا على المرحمة:

ما شنَّعتُ على دم الغلو؛ إلا بشَّعتُ فرث التفريط.

فأقول: الغلوُّ المقيتُ الشنيعُ، وأقول: التفريطُ الخبيثُ المهلكُ.

لكنَّ أخا الغلو يعمى بهواه عن الأخرى؛ فيقول: ما بال التفريط؟!

وأخا التفريط يهوى بعماه عن الأولى؛ فيقول: ما بال الغلو؟!

لا عجب! لم ينفضَّ تنافسهما بعد؛ أيُّ بضاعتيهما أقبحُ وأوقحُ!

كما أني لم أذمَّ مذمومهما؛ إلا بعباراتٍ كليةٍ مجملةٍ؛ لا أتجاوزها.

قاصدًا في الطائفتين الإيجاز لسببين؛ ثبَّت الله على تسديده القدمين.

ومع ذلك؛ يبهَتُك كلُّ فريقٍ -بعصبيةٍ غبيةٍ- أنك تُجمل ولا تبين.

ذلك أن الغلاة قبح الله غلوهم؛ لا يرضيهم دون تكفير مخالفهم شيءٌ.

فمهما قلتَ: ضلالٌ بعيدٌ مبينٌ؛ فإنهم لا يرضون. وتعسًا لرضاهم.

أولئك قومٌ لا يروي غليلهم في نظرٍ إلا “كَفَرَ”، وفي عملٍ إلا “الدم”.

كذلك المفرطون قاتل الله تفريطهم؛ لن يرضيهم دون خارجية الغلاة نعتٌ.

فمهما قلتَ: غلوٌّ مركبٌ مظلمٌ؛ فإنهم لا يرضون. وتعسًا لرضاهم.

لا أجهل دوافع التصنيف؛ النفسية، والأيديولوجية، والحزبية، والاجتماعية.

لكنَّ سببًا آخر أحدُّ هنا من كل هذا: ضرورة عنوانٍ فوق هذه الحرب.

فكان عنوان الغلاة: حرب الردة، وكان عنوان المفرطين: قتال الخوارج.

حتى إذا استباح الأول الدم؛ قال: مرتدٌّ، وإذا فجر الثاني؛ قال: خارجيٌّ.

وبين هؤلاء وأولئك باردٌ -ودماءُ المسلمين تفور- يقول: كذلك الحرب.

لتكن الحرب كذلك؛ فواجب العقلاء خارجَها إطفاؤها؟ أم إضرامها؟!

يا مخربي الجهاد من الطائفتين؛ هدى الله مساكينكم، وتولى بالأدب كبراءكم.

أما المتكئون هنا على الأسِرَّة؛ يعملون عمل الضُّرَّة؛ فقبحهم الله بالمَرَّة.

الأمر فصلٌ ليس بالهزل؛ دمك هناك بيدك يسيل؛ فأعن له لا تعن عليه.

واسقِ اللهم أمة حبيبك؛ من بين فرث التفريط ودم الغلو؛ رَواءً سلسبيلًا.

صباح العُلا “إِنَّهُ عَلِيٌّ”. “فَتَعَالَى

صباح العُلا

“إِنَّهُ عَلِيٌّ”.

“فَتَعَالَى اللَّهُ”.

“أَلَّا تَعْلُواْ عَلَيَّ”.

“الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ”.

“وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ”.

“تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا”.

“فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ”.

“سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

“فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ”.

“وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى”.

“وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ”.

“وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”.

“وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا”.

“قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلِيٌّ”.

“وَأَن لَّا تَعْلُواْ عَلَى اللَّهِ”.

“وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا”.

“إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”.

“سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى”.

“إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ”.

“فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى”.

“قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى”.

“وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا”.

“وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ”.

“كَلَّآ إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ”.

رباه.. قد علا الطواغيت في الأرض مفسدين، واستكبر فرعون وجنوده وكانوا قومًا عالين، وقد بات مساكينك -بالذلة إليك- مستعلين، لا يريدون علوًّا في الأرض ولا فسادًا في العالمين؛ فصبحهم اللهم -العليَّ الأعلى- مجبورين.

كتب على صفحتي: نكفرهم.. ونكفرك

كتب على صفحتي: نكفرهم.. ونكفرك معهم!

لا أنسبه إلى تنظيم الدولة -مع عظيم غلوها- ولا كلَّ مغالٍ.

وليس الذي أكتب لأجله هذا؛ بل لما هو أوجع للكبد.

سعادة بعضهم -ورأيت هذا- وهو يُكفر؛ يحسب المسكين أنه ظَفَرَ.

أليس حسنًا -وأنت داعٍ إلى توحيد الله- أن يُتعب قلبَك كفري؟!

يا لجلال الراشدين وما باتوا به راشدين! كيف أحبوا السلامة للمسلمين!

أما أبو بكرٍ؛ فقال يومًا: لو لم أجد للسارق والزاني وشارب الخمر إلا ثوبي؛ لأحببت أن أستره به. وهذا حرفٌ وإقامة الحد حرفٌ آخر.

وأما عمر؛ فذائعٌ قوله شائعٌ: الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي؛ بيد رجلٍ يدعي الإسلام. لئلا يتعس بمثل دمه يوم القيامة مع الإسلام.

وأما عثمان؛ فنهض يومًا إلى بعض شَرَبَة الخمر فلم يدركهم؛ فقال الحييُّ النبيل: حمدًا لله الذي لم يُجر على يديَّ خزيَ مسلمٍ.

وأما عليٌّ؛ فهو القائل: من علم من أخيه مروءةً جميلةً؛ فلا يَسمعنَّ فيه مقالات الرجال، ومن حسنت علانيته؛ فنحن لسريرته أرجى.

صلى الله على صانعهم وسلَّم، وأدَّبنا بآدابه فيهم وعلَّم.

ما قبل البَطَر: عبد الله

ما قبل البَطَر:

عبد الله بن مسعود:

لو علمتم ما أغلق عليه بابي؛ ما تبعني منكم رجلان.

حذيفة بن اليمان:

لو جاءني رجلٌ فقال لي: والله الذي لا إله إلا هو -يا حذيفة- ما عملك عمل من يؤمن بيوم الحساب؛ لقلت له: يا هذا لا تكفر عن يمينك؛ فإنك لا تحنث.

محمد بن أسلم الطوسيُّ:

قد سرت في الأرض ودرت فيها٬ فبالذي لا إله إلا هو ما رأيت نفسًا تصلي إلى القبلة؛ شرًّا عندي من نفسي.

يونس بن عُبيد:

إني لأعد مائة خصلةٍ من خصال البر؛ ما فيَّ منها خصلةٌ واحدةٌ.

أيوب السختيانيُّ:

إذا ذكر الصالحون؛ كنت عنهم بمعزلٍ.

الربيع بن خُثيم:

أدركنا أقوامًا كنا في جنبهم لصوصًا.

مالك بن دينار:

إذا ذكر الصالحون؛ فأفٍّ لي وتفٍّ.

إبراهيم التيميُّ:

ما عرضت عملي على قولي؛ إلا خشيت أن أكون مكذبًا.

بكر بن عبد الله المزنيُّ:

كان إذا رأى شيخًا قال: هذا خيرٌ مني؛ عبَد الله قبلي٬ وإذا رأى شابًّا قال: هذا خيرٌ مني؛ ارتكبت من الذنوب أكثر مما ارتكب.

يا أنت: لو كان ورع هؤلاء في الباردين؛ ما ترك الله عليه في الآخرين.

علَّق أخٌ كريمٌ غالٍ على

علَّق أخٌ كريمٌ غالٍ على منشوري هذا الذي كتبته بالأمس:

كنت تحس في مجادلة الإخوان زمان.. إن مفيش مسألة مجمع عليها!
النهارده في مجادلة أنصار الدولة.. تحس إن مفيش مسألة مختلف فيها!
المجمعُ عليه مجمعٌ عليه، والمختلفُ فيه مختلفٌ فيه؛ وإن شُغِّبَ وشُوِّشَ.

علَّق بهذا التعليق.. سدده الله ويمينَه، وأعز بالحق جبينَه:

عهدنا فيك الصدق والتجرد والإنصاف كما نحسبك والله حسيبك .. فهل جادلت وتحدثت مع كل أنصار الدولة فأجمعت أن كل الأنصار كما ذكرت !!!

فكتبت له هذا.. لكن محا تعليقه لطفًا منه أعرفه؛ فلم يره:

الحكم أغلبيٌّ حبيبي، وما شارطت الله عليه -من قديمٍ- ألا أخوض في الأفراد والجماعات؛ إلا فيما رأت عيني أو سمعت أذني؛ ولأجله لم أتكلم قطُّ -لا على الأرض ولا هنا- في شيءٍ مما وقع بين الناس هناك في معاركهم، بل حكمي -هاهنا- مبنيٌّ على ما في البيانات الرسمية بأنواعها، ومن لم ير فيها غلوًّا كليًّا منهجيًّا مركبًّا؛ فعسيرٌ الاختلاف معه حقًّا، لا لشيءٍ إلا أنه يُبين باعتراضه -حينئذٍ- عن أصولٍ لديه يُخالَف فيها مخالفةً عظيمةً، ومناقشة الأصول لا تكون هاهنا.. إلا لَمامًا، هذا.. وعامة من لقيت منهم وهاهنا كذلك، رأى الله وسمع ما عانيت منهم بنفسي وما قاسيت؛ على أنني أترفق معهم، ذلك.. ولا تجدْ عليَّ في نفسك -أخاه الطيب- شيئًا وإن خالفتك وخالفتني؛ جمع الله بيننا على دينه الواسع حتى نلقاه عليه ونبعث في أهله. أخوك يا اخوي.

أحمد عرفة وإسماعيل جاد.. الغاليان.

أحمد عرفة وإسماعيل جاد.. الغاليان.

أعجب الله بنجاتهما أولياءه، وأغاظ بثباتهما أعداءه.

نقل الأول للثاني بيتي “ألا لا يألشنْ أحدٌ علينا”، فنشره الثاني، فعجبت كيف بلغه! وكتبت له هذه الأبيات، كان ذلك يوم 30 يونيو 2014.

وابن عرفة إمامٌ في الألش؛ يغدو إليه الآلشون خِماصًا، ويروحون عنه بِطانًا.

بأيِّ وسيلةٍ سُمْعَهْ بنَ جادٍ
أتاكَ البيتُ بيتَ ابنِ اللذينا

ألا لا يألشنْ أحدٌ علينا
فنألشَ فوقَ ألشِ الآلشينا

بلى قلناهُ في ساعاتِ ألشٍ
وقدْ كنا بليلٍ ساهرينا

نُؤزئزُ لُبَّنا “سُوري” و”أبيضْ”
ونهري في الفواكسِ عابثينا

نفُكُّ نفوسـَنا عن مُوجعاتٍ
أبتْ إلا تُخامرُنا فُنونا

فمنْ أفشى حوارًا باستخبسْ
فأظبطَهُ ولوْ كانَ القرينا

وإنَّ غتيتَ قارئنا سئيلًا
سيبصرنا غُفاةً غافلينا

يقول: أتضحكونَ وذي البلايا
فواتكُ زعَّلتنا أجمعينا

وذا اليومُ الكئيبُ بشهرِ يونيو
وأنتمْ هاهنا تفَّاكهونا

ولكنا مُجيبوهُ بقولٍ
عتيقٍ عمرُهُ فحتُ السنينا

ألا شرُّ البلايا مضحكاتٌ
فدعنا واطَّرِحنا ضاحكينا

وقدْ قالَ الكتاتني لا تُزايدْ
فصارتْ سنةً فيما رُوينا

وإنَّ اللهَ علامَ الخـفايا
ليعلمُ وحدهُ ما حزَّ فينا

حبيبي أنتَ إسماعيلُ حقًّا
وأنتيمي بصحبٍ أكرمينا

ورُبَّ صديقِ فيسبوكٍّ حديثٍ
يسابقُ في هوانا أقدمينا

لولا المحبة على الله لشقينا عناءً، متعنا الله بها في الدارين وفاءً.