يا حبيبي؛ رابحٌ رابحٌ أنت

يا حبيبي؛ رابحٌ رابحٌ أنت بالدعاء وإن رأيت أنه لم يُستجَب لك.

الدعاء العبادة التي ما خُلِقْت إلا لأجلها؛ بل هو خير العبادة وأعلاها.

الدعاء توحيد ربوبيةٍ؛ فلولا اعتقادك أحَدِيَّة الله في خلقه وحُكمه؛ ما دعوته.

الدعاء توحيد أسماءٍ وصفاتٍ؛ فلولا اعتقادك تفرُّد الله بالأسماء الحسنى والصفات المُثلى؛ ما دعوته، ولولا اعتقادك واحِدِيَّته في صفات الكمال وكمال الصفات؛ ما دعوته، ولولا اعتقادك في أسمائه وصفاته ما يليق بها وينبغي لها بين تعطيل المعطِّلة وتجسيم المجسِّمة ربًّا ليس كمثله شيءٌ فيها؛ ما دعوته.

الدعاء الإيمان الجامع بالأسماء والصفات مجموعةً غير مفرَّقةٍ؛ فإنك لا تدعو الله بشيءٍ إلا وقلبك مُوثَقٌ مشدودٌ على الإيمان بحياة ربك وقيُّوميَّته، ورأفته ورحمته، وقوته وقدرته، وعلمه وخبرته، وسمعه وبصره، وعزته وحكمته، وقهره وجبره وغلبته، ومُلكه ومالكيته، وغناه وبرِّه، وحفظه وحسابه وإقاتته، وتوليه وولايته، ووده ولطفه وإحسانه، وكرمه وجوده ومجده، وفتحه وقبوله وإجابته، وعفوه وحلمه ومغفرته، وسعته وإحاطته، وما لا ينتهي من أسماء ربك وصفاته.

الدعاء توحيد ألوهيةٍ؛ فلولا اعتقادك استئثار الله باستحقاق التعبد؛ ما دعوته.

الدعاء اتباعٌ للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فلولا تعبدك في قضاء الحاجة بما شرع هو؛ ما عرفت من تدعو، ولا كيف تدعو، ولا بِمَ تدعو.

الدعاء إسلامٌ؛ فهو خضوع قلبك وانقياد جوارحك في اللجأ إلى ربك.

الدعاء إيمانٌ بالله؛ فلولا إقرارك بالله ربًّا؛ ما توجه قلبك ولسانك إليه بالطلب.

الدعاء إيمان بالملائكة؛ فلولا إقرارك بوجودهم وما يفعل الله بهم في استجابات الدعاء؛ ما دعوته، حضرك هذا في الدعاء أم لم يحضرك.

الدعاء إيمانٌ بالكتب؛ فلولا تصديقك ما أمر الله في كتابه من دعائه؛ ما دعوته.

الدعاء إيمانٌ بالرسل؛ فلولا تصديقك الباطن أن الرسل هم أولى العالمين بالدعاء استمساكًا به وحضًّا عليه؛ ما دعوت الله مثلهم، متأسِّيًا بهم.

الدعاء إيمانٌ باليوم الآخر؛ فإنك إذ تدعو الله تعتقد أن استجابة دعائك قد تؤخَّر إلى يوم القيامة، وقد يَعْظُم إيمانك فتؤثر ذلك، ومع هذا لا تكف عن الدعاء.

الدعاء إيمانٌ بالقدَر خيره وشره؛ فلولا أنك تؤمن بخلق الله كلَّ شيءٍ، وعلمه بكل شيءٍ، وكتابته كلَّ شيءٍ، ومشيئته لكل شيءٍ؛ ما دعوته.

الدعاء إحسانٌ؛ فلولا شهودك جلال الله وجماله الذَين ترجو بهما رأفته التي يُدْفع بها الضر ورحمته التي يُجْلب بها النفع -كأنك تراه- ما دعوته.

الدعاء حبٌّ؛ فلولا محبتك الله ما دعوته، وهل يُقصد اختيارًا إلا المحبوب!

الدعاء صدقٌ؛ فلولا اجتماع قلبك على مرادك من الله؛ ما دعوته.

الدعاء إخلاصٌ؛ فلولا إفرادك الله بقصد التوجه؛ ما دعوته.

الدعاء خوفٌ؛ فلولا رهبتك حصول شيءٍ أو عدم حصوله -مما ليس بيد أحدٍ في الوجود كله إلا الله وحده- ما دعوته.

الدعاء رجاءٌ؛ فلولا طمعك في استجابة الله تضرعك إليه؛ ما دعوته.

الدعاء ذكرٌ؛ بالقلب فلولا تذكُّر القلب ربه ما حمل اللسان على الدعاء، وإن أصل الذكر بالقلب، ولئن كان الدعاء باللسان مجرَّدًا؛ فكم يَجْتَرُّ هذا القلب!

الدعاء حمدٌ وشكرٌ ومدحٌ وثناءٌ؛ في نفسه بدلالة التضمن، وبما قد يشتمل عليه.

الدعاء إيثارٌ؛ فلولا اختيارك اللهَ فوق كل مرجوٍّ من الخلائق؛ ما دعوته.

الدعاء تعظيمٌ وإجلالٌ وإكبارٌ؛ فلولا أنك ترى ربك الأعظم الأجلَّ الأكبر؛ ما دعوته.

الدعاء تسبيحٌ وتقديسٌ؛ فلولا اعتقادك تنزُّه الرب عن كل عيبٍ متصلٍ وشريكٍ منفصلٍ؛ ما دعوته، وهل يُخَصٌّ بالسؤال ذو نقصٍ في نفسه مفتقرٌ إلى غيره!

الدعاء تفويضٌ وتوكلٌ؛ فلولا أن قلبك غير معتمدٍ على الأسباب ولا راكنٍ إليها -مهما أخذَت الجوارح بها لا تفرِّط فيها- ما دعوت مسبِّبها.

الدعاء ثقةٌ ويقينٌ؛ فلولا قيامهما بقلبك في ربك وما في يده؛ ما دعوته.

الدعاء هجرةٌ وفرارٌ؛ فلولا شهادتك على سكون الأسباب إلا أن يحركها بارئها؛ ما تركت الاستناد عليها بكُلِّيتك ودعوت الله.

الدعاء صبرٌ؛ فلولا أنك مانعٌ نفسك من السخط على المقدور؛ ما دعوت المقدِّر.

الدعاء افتقارٌ؛ فلولا شهودك فقر نفسك وضعفها وجهلها وذلَّها؛ ما دعوت الله.

الدعاء ذلٌّ واستكانةٌ وإخباتٌ وانقيادٌ وتسليمٌ، وما حقيقة العبادة إلا هذا جميعًا.

الدعاء أنسٌ بالله؛ فلولا حاجتك إلى تحبُّبه إليك وتقرُّبه منك بما تريد؛ ما دعوته.

الدعاء إيقاظٌ للقلب؛ فلولا إنعاشه بإحواجه إلى الله واضطراره إليه؛ بقي جامدًا خامدًا هامدًا، وإنما انتفاع اللسان والجوارح بالقلب إذا كان حيًّا.

الدعاء تزكيةٌ وتربيةٌ؛ فإنه بنفسه -وإن لم تقصد ذلك منه- مطهرٌ للنفس من عُجْبها المحبِط للأعمال وكِبْرها المفسِد للأحوال، ومؤدِّبٌ لها بأضدادها.

الدعاء تشبهٌ بالملائكة والنبيين والصِّدِّيقين؛ فإن سبيلهم الباطنة والظاهرة على كل أحوالهم وجميع أحيانهم؛ هي دعاء الله والتوسل إليه.

الدعاء تعريفٌ بنفسك في السماء؛ فإنك لا تزال تدعو الله وتُلِحُّ في الدعاء؛ حتى يألف صوتَك أهلُ السماء، وإن لم يسمعك سامعٌ من أهل الأرض.

ألم أقل لك: رابحٌ رابحٌ أنت بالدعاء وإن رأيت أنه لم يُستجَب لك!

“مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ”؛ واهًا!

“مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ”؛ واهًا!

“يدخل الجنةَ أقوامٌ أفئدتهم مثل أفئدة الطير”.

“لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله؛ لرزقكم كما يرزق الطير”.

ليت ربي يدخلني الجنة برحمته، ثم يُدنيني من الطير ويُدنيها مني؛ إني أهواها.

أحب الطير كل الطير؛ مسخراتٍ في جوِّ السماء صافَّاتٍ ويقبضْن، وراكضاتٍ على أديم الأرض زاهياتٍ ويفخرْن، أحب أفئدتها الناعمة رباعية الحجرات، وأجنحتها مكسُوَّةً بالرِّياش بديعاتٍ، ومناقيرها ذاتَ أنواعٍ مزيناتٍ وغير مزيناتٍ، لَيْلِيَّها الرَّوامسَ ونَهَارِيَّها والشَّفَقِيَّات، أحب طنَّاناتها ياقوتيات الحناجر أصغرَها، وذوات الرقاب الحمراء من النَّعام أكبرَها، أحب طاعمات الفواكه وآكلات الجِيَف، أحب برِّيَّها وبحَريَّها، وحْشِيَّها وأليفها، مُهابَها وهَيَّابها، عفيفها وخليعها، نشيطها وخاملها، أبيضها وأسودها، متطفلات الأعشاش وغير المتطفلات، أحب أصواتها متفاوتات الإطراب لا كريه فيها لديَّ، أحب أوكارها ما رقَّ منها وما غلُظ، أحب خلائقها ما ساء منها وما حسُن، أحب طرائقها ما لان منها وما خشُن، ما تطوَّرت عن ديناصوراتٍ كذَب الخرَّاصون ولو حلفوا؛ بل خلقها وبرأها وصوَّرها الخالق البارئ المصوِّر بائنةً عما سواها، إلا فواسق الطير التي جاءت شريعة الرب الخبير الحكيم بقتلها؛ فتلك أجفوها جفائي كل فاسقٍ.

لا أحصي كم رأيتُني في المنام أطير؛ حتى لَأطير فوق بحارٍ طويلةٍ لا أبالي!

ألا إن أحب الطير إلي مولاي هدهد سليمان شيخُ موحِّدي الأطيار، وطيرًا شَرَكَت أباه داود تسبيح السُّبوح القدُّوس “مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ”، وطيرًا مجَّدها الله بالانتصار لبيته الحرام أبابيل، ترمي أبرهة وجنوده بحجارٍةٍ من سِجِّيلٍ، وطيرًا خُضْرًا في أجوافها أرواح السادة الشهداء لها قناديل معلقةٌ بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، وطيرًا اجتباها الله لأصحاب الجِنان في جواره لحمًا يَطعمونه مما يشتهون، والدِّيَكة يوقظ الله بصِياحها المصطفَين من عباده للمصطفى من شعائره، ويُشهدها ملائكتَه فتصيح فنسأله من فضله الكبير، وحمام مكة الوادع، ثم سائر الحمام، والعصافير بأنواعها وألوانها، والطواويس وكل باهر الجمال أشْبَهَه، وطيورًا أعرف صورها ولا أعلم أسماءها الله يعلمها ومن علَّم من الناس، أحب الطير وطار ويطير وطيرانًا ومطيرًا؛ إنه عشق الحرية والانعتاق من وراء ذلك جميعًا.

سبحان بديع الخلائق أجمل الجُمَلاء! ما حقُّك المبارزة بالقبائح؛ فاغفر قادرًا علينا.

باب ذِكر عامة ما يتنادى

باب ذِكر عامة ما يتنادى به كثيرٌ من شباب المحروسة فيما بينهم.

يا قائد، يا قيادة، يا رائد، يا ريادة، يا ريس، يا رياسة، يا مريسة، يا زعيم، يا زعامة، يا مدير، يا إدارة، يا متين، يا متانة، يا جريء، يا جراءة، يا فِخِم، يا فخامة، يا عظيم، يا عظمة، يا باشا، يا بشوية، يا بيه، يا بهوية، يا زميلي، يا زُمُل، يا زمالة، يا زبيكي، يا زميكي، يا مَزملة، يا زمكس، يا معلِّم، يا مَعلمة، يا سيد المعلِّمين، يا مدرسة، يا بطل، يا بطولة، يا دولة، يا دولي، يا عالمي، يا عمدة، يا كومنده، يا كومندان، يا حكمدار، يا مستشار، يا جنرال، يا وتد، يا علَم، يا محترم، يا لعِّيب، يا بوب، يا نموذج، يابا، يا اخوي، يا أخُّو، يا صاحبي، يا شقيقي، يا شِق، يا شِق الشقايق، يا فشيخ، يا قبطان، يا جامعة، يا كبير، يا كبارة، يا كبيرهم، يا ملك، يا كنج، يا اسطى، يا سندال، يا حب، يا حبي، يا بيبي، يا عشق، يا لورد، يا تاريخ، يا وحش، يا أسد، يا نمر، يا جنتل، يا عالي، يا غالي، يا غلاوة، يا غليون، يا ماجيك، يا مازنجر، يا جريندايزر، يا أُبَّهة، يا افندي، يا أفندينا، يا جامد، يا ابو الجمدان، يا جاحد، يا تنِّين، يا ترند، يا فيمس، يا فدائي، يا مان، يا بحر، يا قمر، يا فارس، يا شواف، يا وزير، يا بلدوزر، يا برنجي، يا كنجي، يا شنجي، يا عسل، يا عسلية، يا دبابة، يا رشاش، يا خِطِر، يا أصلي، يا أصيل، يا غول، يا حوت، يا دماغ، يا روش، يا جدع، يا مجدعة، يا دكتره، يا هندسة، يا رجولة، يا مرجلة، يا ابو الرجولة، يا دُقرم، يا حديد، يا كفاءة، يا فاخر، يا فاجر، يا صاروخ، يا أستاذ، يا نسر، يا صقر، يا شَقي، يا سيطرة، يا أسطورة، يا حاج، يا سفاح، يا شديد، يا مايسترو، يا فنان، يا دفعة، نقيب، يا عميد، يا لِوا، يا بِلد، يا بلدياتي، يا ذوق، يا جنابو، يا ديلر، يا مزجانجي، يا إكسلانس، يا واجهة، يا وجاهة، يا نظرية، يا بُص: (Boss)، يا ليدر، يا دراعي، يا كتف اخوك، يا زلزال، يا بركان، يا فرعون، يا مُوتة، يا توب، يا بُرو: (Brother)، يا رايق، يا كابُّو، يا شياكة، يا شركة، يا شَراكة، يا مافيا، يا حملة، يا هجام، يا قَتال، يا نمبر ون، يا جبل، يا فَرُوكة، يا شبح، يا كايدهم، يا شاغلهم، يا نيافة، يا مجال، يا بابا المجال، يا عمي، يا عمهم، يا عم الدنيا، يا عم الكون، يا عم الناس، يا عم جيلك، يا عم الأشقيا، يا ابو جارو، يا برنس، يا برنس البرانيس، يا برنس المجرة، يا شمس المجرة، يا ابن عمي، يا ابن خالتي، يا ابو الصحاب، يا ابو عمُّو، يا نجم، يا ابو النجوم، يا نجم النجوم، يا ابو الكباتن، يا ابن قلبي، يا قلب اخوك، يا حتة مني، يا اللي مني، يا اللي فيهم، يا ابن جهتي، يا رمانة الميزان، يا واكل ناسك، أخوي مش صاحبي، عمي وعم عيالي، مع بعض مش على بعض.

وكان من زملاء الدراسة يناديني: يا شيخنا، يا شياخة، يا مشيخة، يا شيخونو.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. هل أتاك نبأ نمط

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

هل أتاك نبأ نمط التربية بالمزاج / بالغزالة!

لعله لم يأتك؛ لكنك متحققٌ به في ذريتك وأنت لا تدري.

نمط التربية الأوسع انتشارًا، والأفظع آثارًا.

إذا صفا بالُ الوالدين -أو المُرَبِّين عامةً- سمحوا لأبنائهم بأي شيءٍ حتى ما لا يُسمح به، وإذا تكدَّر بالُهم منعوهم أي شيءٍ حتى ما لا يُمنع. دوران السماح والمنع في هذا النمط على (حال المزاج).

نمطٌ يَرِثه الولد عن أبويه وراثةً، ويربِّي به ولده كما تربَّى هو به، أما ما يُخَلِّفه من اضطرابات المزاج والشعور والعاطفة والعقل، وما يُكْسِبه في النفس من الأَثَرة (الأنانية) وغيرها؛ فحدِّث ولا حرج.

يزيد الطينَ بِلَّةً والداءَ عِلَّةً تبريرُ عامة هؤلاء لأبنائهم تناقضاتهم حين يواجهونهم بها؛ لكي لا يظن الصغار بالكبار الجهل والطيش، فيُحْكِموا الجناية بذلك على منظومة الأخلاق الفِطرية نظرًا وعملًا.

هؤلاء شرٌّ من الذين نمطهم التوسيع أو التضييق مطلقًا؛ لا تكونوا أمثالهم.

عشرٌ في (كثيرٍ) من الإسلاميين

عشرٌ في (كثيرٍ) من الإسلاميين صدَّت عن الإسلام كثيرًا، ولا عذر لمن صُد:

ادعاؤهم لأنفسهم النقاوة؛ مع ما بهم من الأمراض النفسية والخُلقية.

ادعاؤهم الإسلامية فيما ليس بإسلاميٍّ؛ بل لعله من الجاهليات اليقينية.

ادعاؤهم لجماعاتهم ورموزهم الحكمة؛ مهما وقع منهم وَكْسٌ أو شَطَطٌ.

ادعاؤهم عقيدِيَّة بعض المسائل الفقهية والأصولية؛ كمسألة العذر بالجهل.

ادعاؤهم الإجماع فيما اختُلف فيه؛ بل لعله اختلافٌ لا أظهر منه في الأحكام.

ادعاؤهم الورع في كثيرٍ من الصغائر؛ مع افتتانهم بصُنوفٍ من الموبقات.

ادعاؤهم العِلمية فيما ليس بعلميٍّ؛ بل لعله غير سائغٍ في عقلٍ ولا عرفٍ.

ادعاؤهم الفقه بدقائق بالواقع؛ مع طافح جهلهم بما هو أوضح شيءٍ فيه.

ادعاؤهم قبول الاختلاف في الفروع؛ مع معاداتهم لأكثر من يخالفونهم.

ادعاؤهم تعظيم السلف؛ مع مناقضتهم في كثيرٍ من قواعد النظر والعمل.

ذلك، وإني أبرأ إلى الله ورسوله ودينه من مصطلح “الإسلاميين” ذلك؛ فإن قبول انقسام المسلمين طائفتين؛ طائفةٍ تشتغل بجهاد الطواغيت بألسنتهم أو أموالهم أو أيديهم، وطائفةٍ لا تفعل شيئًا من هذا مهما كانت قادرةً عليه؛ زندقةٌ في الإسلام، وزجٌّ بغير المشتغلين به في النار، وكيف يسوغ لمسلمٍ عدم الاشتغال بجهاد الطواغيت (بما يستطيع)؛ وهو من لوازم توحيد المعبود!

ألَا مشمِّرٌ -بعد القراءة- لجبر

ألَا مشمِّرٌ -بعد القراءة- لجبر المنكسرين جبرًا يُعجب الله!

الجابرون يجبرهم جبَّار العالمين في الدنيا والآخرة والبرازخ بينهما؛ جبرًا عجبًا.

وكلُّ كسرٍ فإنَّ الدينَ يجبرهُ ** وما لكسرِ قناةِ الدينِ جُبرانُ

أَولى بالجبر فأَولى، ثم أَولى بالجبر فأَولى؛ أحبابُنا الذين كُسر من طاعاتهم ما كُسر بعد ما آواهم الله إلى ظلالها أحيانًا من الدهر مجبورين، ثم غلبتهم أنفسهم والدنيا والشياطين، فجَرَت عليهم سُنة الله التي لا تتبدل فصُرِفوا؛ أعيدوهم إلى جادَّة طريق الله بما تستطيعون وما لا تستطيعون؛ أتُسارع أسباب النار إليهم وتُبطؤون عنهم يا أسباب جِنان الله! وأيُّنا ضامنٌ ثباتَه! فقدِّموا لأقدامكم في الطريق بِرَدِّ هؤلاء إليه؛ يُثَبِّت الله أقدامكم، والربُّ برٌّ شكورٌ؛ أفتكونون أبرَّ بهم من برِّ الله بكم حين يراكم عليهم حِراصًا!

إن جزاء الله على الحسنات من أجناسها، ولا يزال العبد يتخلَّق بالصفة الحميدة حتى يُعْرَف بها في الملأ الأعلى؛ طوبى لعبدٍ وَسْمُه عند الله (جبَّارُ كسورٍ).

أيها المنكسر فؤادُه؛ لا يضرُّك في الأرض كاسرُه؛ ما دام في السماء جابرُه.

هو الجبَّار -سبحانه- على الحق والحقيقة، جبرُه الأكملُ الأتمُّ، الأوسعُ الأعمُّ؛ فمن تخلَّق بالجبر فقد قدَّس نفسه بهذه النعت الأجلِّ من نعوت جمال ربِّه، وقد رقَّى نفسه -بحولٍ منه وقوةٍ- إلى قُبَّة الكرامات الربانية: (السعيُ قدْر الطاقة في التخلُّق بصفةٍ من صفات الربِّ التي شَرع لعباده التحلِّي بها والتجلِّي).

قال الإمام ابن القيم في ذلك المقام القيم: “من تعلَّق بصفةٍ من صفات الربِّ تعالى؛ أدخلته تلك الصفة عليه، وأوصلته إليه”؛ رضي الله عن أبي محمدٍ.

أفيَجبر الله خلقه مستغنيًا عنهم؛ ثم لا تجبرهم أنت مفتقرًا إلى جبره!

انظر كيف جبر الله مساكين عباده؛ بأن عطف حقهم على حقه، فقال: “إَنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ”! ذلك الأشقى الذي يصلى النار الكبرى؛ ليس لكفره بالله فحسْب؛ بل لقعوده عن حق المسكين أيضًا؛ أيُّ نفسٍ تشهد جلال هذا الجبر للمسكين ثم تطيق له كسرًا!

ثم انظر كيف جبر الله كسر ابنِ أم مكتومٍ؛ بمعاتبة أحب حبيبٍ إليه وأكرمِهم لديه -صلى الله عليه- في حقه؛ فجعل أوَّل العتاب: “عَبَسَ”، وآخره: “تَلَهَّى”!

ثم تأمَّل كيف جبر الله حاضِري قسمة الميراث الذين هم من غير أهله؛ بأن أمر بإعطائهم ما ليس حقًّا واجبًا لهم، فقال: “وَإِذَاْ حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا”! قومٌ حضروا قسمة الميراث ليسوا من ذَوِيه؛ لكنهم حضروا؛ فلْيُجبَروا، ليُجبَروا بشيءٍ منه وإن كان يسيرًا، فإن لم يكن ثَمَّ شيءٌ يأخذونه؛ ففي قول المعروف لهم جبرٌ، اجبروهم بلطيف قولٍ به يَرجعون؛ أن تُكسر نفوسهم وأنتم لا تشعرون.

ثم تدبر كيف جبر الله محاويج عباده الذين لا يجد رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ما يعطيهم من المال؛ بأن أمره بميسور قوله لهم، فقال: “وَآتِ ذَاْ الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ”، ثم قال: “وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا”! آيةٌ تقول: محمدٌ يا سيد الأجواد؛ إن قُدِر عليك ما به يُجاد؛ فلا تحرمهم جابر قولك إنه حقُّ المستفاد.

إلَّا تكنْ وَرِقٌ يومًا أجودُ بها ** للسائلينَ فإني ليِّنُ العُودِ

لا يَعدمُ السائلونَ الخيرَ منْ خُلقي ** إما نوالي وإما حُسنُ مردودي

“إنكم لن تسَعوا الناس بأموالكم؛ فسَعوهم بأخلاقكم”؛ قالها عليٌّ رضي الله عنه، وكأن حَليل (الزهراء) قَبَس هذه الدرة المَجْلُوَّة، من جَليل آيات (الإسراء) المَتْلُوَّة! وكأن أبا الطيب أخذ من هذا القول لسيدنا عليٍّ قولَه:

لا خيلَ عندكَ تُهديها ولا مالُ ** فليُسعدِ النطقُ إنْ لمْ تُسعدِ الحالُ

ثم تفكَّر كيف جبر الله المطلَّقات؛ بأن جعل لهن حقًّا على المطلِّقين إن كانوا يعدُّون أنفسهم في المتقين، فقال: “وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ”! لما قضى الله فيهن بالطلاق قدَرًا؛ قضى لهن بالمتعة على المطلِّقين شرعًا، هذا بلُطفه وذاك بعطفه، كأنما يقول للرجال: ألستم قد فارقتموهن؛ فكُسر بالبَيْنِ منهن! فاجبروهن ناهِجِين دِينَكم، “وَلَا تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ”.

ربٌّ هذه عجائب جبره في خلقه؛ تُساء به في شدائد أقداره الظنون!

أستغفرك اللهم لي ولكل مسلمٍ رَقَّ يقينُه في بَلِيَّةٍ، فلم يظن برحمتك ما يليق بها من السُّبْحَان، وأستهديك قبل حلول النوازل؛ أن نحار فيها وأنت هادينا.

إنَّ كسرَ اللهِِ جبرٌ إنَّ إنْ ** سبِّحِ الجبَّارَ عبدًا واستكِنْ

أما جبره صلى الله عليه وسلم؛ فحسبُك فيه هذا النبأ الفائض تَحْنانُه:

تَبِعَته ماشيًا -ذاتَ يومٍ- ابنةُ عمه حمزة -رضي الله عنه- وهي تنادي: يا عم يا عم، فتناولها عليٌّ -رضي الله عنه- فأخذ بيدها، وقال لفاطمة عليها السلام: دونكِ ابنةَ عمكِ، فحملتْها، فاختصم فيها عليٌّ وزيدٌ وجعفر؛ قال عليٌّ: أنا أخذتها وهي بنت عمي، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيدٌ: ابنة أخي، فقضى بها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لخالتها زوجِ جعفر، وقال: “الخالة بمنزلة الأم”، ثم قال لعليٍّ: “أنت مني وأنا منك”، وقال لجعفر: “أشبهت خَلقي وخُلقي”، وقال لزيدٍ: “أنت أخونا ومولانا”؛ عَلم سيدنا -صلَّى الله عليه وسلَّم- كيف حال فؤادَي صاحبَيه عليٍّ وزيدٍ -رضي الله عنهما- بعد الذي فاتهما من الخير النفيس؛ فجبرهما بهاتين الأُكْرومتين الخالدتين وإن زال نفسُ الخلود.

منْ شمَّ عَرْفًا لأخلاقِ النبيِّ يَقُلْ ** لا المسكُ مسكٌ ولا الكافورُ كافورُ

إن بشرًا ليس كمِثله بشرٌ هو رسول الله، يجبر جِذْع شجرةٍ باحتضانه؛ لا يُستعجب منه جبر ذوي الأرواح ولا يُستغرب، صح أنه -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يخطب إلى جِذْعٍ، فلما اتخذ المنبر؛ حنَّ الجِذْع، فأتاه فاحتضنه فسكن، ثم قال: “لو لم أحتضنه؛ لحنَّ إلى يوم القيامة”؛ أمسِك بقلبك أن يطير مُوَلَّهًا.

ذلك، وإن أولى الناس ببالغ جبركم المسلمون، وأحْراهم بأوفاه الأقربون، وأجْدَرُهم بأَدْوَمِه أولو الأرحام، وأخْلَقُهم بأَخْلَصِه الآباء، قال سيد جابري الورى: “أمَّك وأباك، وأختَك وأخاك، وأدناك أدناك”؛ بالله هل في وصايا العالمين وصيةٌ مثلُها! صلَّى الله على صاحبها عددَ أنفاس مجبوريه وسلَّم.

فأما الذين كانت عادتهم جبر عثرات الناس، ثم صدَعتهم نوائب الدنيا حتى باتوا في بيوتهم معاويزَ إلى الجبر؛ فضاعِفوا جبرهم؛ اللهَ اللهَ أنَّى يَعثرون!

“صاحب المعروف لا يقع، فإن وقع وجد متكأً”؛ أفلح من كان لأولئك متكأً.

اللهم جبَّارَ البرايا؛ إن أوسع جبرك إيانا ما تهدينا إليه وتعيننا عليه من جبر كسور خلقك؛ فمتِّعنا به ما أحييتنا، وأبْقِه بعد مماتنا جاريًا تظل عوائده نفَّاعةً في القبور ويوم نَفِد عليك منكسرين. وقَّع بالضَّراعة إليك اللهم عبادٌ كَسَارَى.

اعمل بتهمتك. يقول لك أهل

اعمل بتهمتك.

يقول لك أهل الدنيا وتعسًا لهم: اعمل بلقمتك.

فأنا قائلٌ لك في الدين ونِعِمَّا ذا: اعمل بتهمتك.

أجمَعوا أمرَهم وشركاءَهم أنك متطرِّفٌ متشدِّدٌ تكفيريٌّ إرهابيٌّ؛ فاعمل بتهمتك.

اعمل بتهمتك فما استمسك بمَعاقد الإسلام نبيٌّ ولا وليٌّ؛ إلا اتُّهم مِثلُك.

اعمل بتهمتك فإنهم عاملون، “وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ”.

اعمل بتهمتك فما تهمتك إلا: “وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ”.

اعمل بتهمتك يكتبك الله في الذين ما بدَّلوا تبديلًا.

اعمل بتهمتك فإنك مَجْزِيٌّ بها منهم لا مَحالة.

اعمل بتهمتك فإنها أَخْذُك الكتابَ بقوةٍ.

اعمل بتهمتك فإنها حقٌّ عبوديتك.

إذا كان ذلك كذلك؛ فاعمل بتهمتك، اثبت على ما أنت عليه لا تبدِّل، وقل لمن أرادك على غير مراد ربك: أنا ما خُلِقت لأُعجبك؛ بل مرحبًا بغيظك ومربحًا.

اعمل بتهمتك حسبُك أن تكون عند الله بريئًا؛ إنما الخَسار والبَوار والرِّجس في النار أن تكون عنده متهَمًا، من كان عند الله مرفوعًا لم يضرَّه خفضٌ ولا خافضون، ومن كان عند الله مخفوضًا لم ينفعه رفعٌ ولا رافعون، وكل عِنْدِيَّةٍ لغير الله سُفلى وإن بلغ ضجيجُها أقطار السماوات العُلَى.

العِنْدِيَّة عِنْدِيَّة الله فوق العرش؛ تأمل قوله عن إسماعيل عليه صلاتُه: “وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا”، وقوله عن موسى عليه سلامُه: “وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا”؛ هل تضرُّ إسماعيل وموسى عِنْدِيَّةٌ أخرى يكون الأول فيها غير مرضيٍّ والثاني غير وجيهٍ! ثم تأمل قوله في الكفار: “إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ”؛ هل تنفعهم عِنْدِيَّةٌ أخرى يكونون فيها خير الناس!

الإرهاب: كل ما تكرهه أمريكا من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة؛ فمن نعتك بالإرهاب -لخروجك على وكلائها من طواغيت الحُكم- فهو مولًى من مواليها الأوساخ الهَلكى، عرف أمريكا أو لم يعرفها، شعر بعبادته إياها أو لم يشعر؛ ربَّنا فاكتبنا في الخوارج على طواغيت العرب ما أبقيتنا، وأجِرنا ومن أحببنا أن نُسالمهم طرفة عينٍ، اليوم بالألسنة وغدًا بالأَسِنَّة.

قال له صاحبه وهو يحاوره: أنت متطرِّفٌ.

متطرِّفٌ أنا يا صاحبي؛ لكن إلى طُهر سماوات الله.

من ضَعَة الجاهلية وما رفعتْ، إلى علياء الإسلام وما وضع.

ربِّ قد أُوذي المتطرِّفون إليك في سبيلك؛ فآتِهم ما وعدتهم على رُسُلك.

تطرَّفنا إلى الله الحق، “حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ”، غرباءَ له.

أُمَّاهُ إني عاشقٌ أتطرَّفُ ** وبِعِزِّ ربِّي خاضعًا أتشرَّفُ

إلهَنا الأحد؛ أحيِنا وأمِتنا متطرِّفين لوجهك.

أخا الغربة المُثلى؛ اعمل بتهمتك التي لا أجلَّ منها ولا أقدَس، واستعن بالله على ذلك فإنه لا يُستطاع إلا بالله، واجعل هِجِيِّراك: إلهي؛ لا تجعل مصيبتي زوال تهمة العواذل عني أني بِحَبْلِك معتصمٌ، حسبي رضوانك نِعم الحبيب.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. يقولون كأنهم حُكماء: لا

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

يقولون كأنهم حُكماء: لا يُطلب الاهتمام من المحبوب؛ سواءٌ الولد والزوج والصديق وذو الرحم؛ حتى باتت عقيدةً كبِر عليها الصغير وهرِم عليها الكبير.

بل يُطلب الاهتمام ما طُلِب الحب؛ لكن إلى أهله الذين هم أهلُه حقًّا، لا إلى الذين نتسوَّل منهم الحب كلما جاعت إليه قلوبنا، فنطلب إلى من يليق بنا الطلبُ إليهم غيرَ ندامى ولا آسفين؛ تذكيرًا بحق الحب، وإعانةً على حفظ القرب، فيكون حينئذٍ (تحقيقًا لا تخليقًا)؛ تحقيقًا لكمال المودة لا تخليقًا لأصلها.

محبوبك مِثلُك إنسانٌ، مجبولٌ على جهلٍ وضعفٍ ونسيانٍ، ومن ثبتت مودته بيقينٍ حرُم التفريط فيه بظنٍّ، ولم يزل الله -وهو أجلُّ ودودٍ- يُذَكِّر عباده -حتى أنبياءه- بما له عليهم من حقوقٍ؛ لِعلمه ببشريتهم باطنًا وظاهرًا، وخِبرته بأحوالهم انقباضًا وانبساطًا؛ كيف بمن دون الودود وكلُّ من دونه دونٌ!

يا هذا؛ ما لم يكن عتابك عَرَضَ مرضِ (تعشُّق التملُّك)؛ فعاتِب حريصًا رفيقًا جميلًا، وما ابتغى محبوبُك الخروجَ من سَخطك بعذرٍ؛ فافتح له سبيلًا، وما كان حَرَمُ الحب آمنًا فادخله بسلامٍ؛ أولم تُحْرِمْ نفسُك عند ميقاته بثياب القاصدين الصادقين! فما عليها أن تقف بعَرَفَاتِه إذن من سبيلٍ، ولا جُناح على روحك التَّوَّاقة أن تطوف بكعبته، ولا على فؤادك الهائم من بأسٍ أن يسعى بين صفاه ومَرْوَتِه؛ يا هذا؛ الحب كالحج عبادةٌ؛ فأتمَّه لله وكن فيه لنبيك من المتَّبعين.

من شاءت أن تسمِّي صفحتها

من شاءت أن تسمِّي صفحتها باسم رجلٍ؛ فلها هذا، وإن كنت لا أراه لها.

فأما أن تراسل رجلًا من صفحتها هذه أو تعلِّق عنده؛ فأعوذ بالإله من السَّفه.

ذلك، وإنني ما عشت لن أفهم كيف تَشْرِكُ ‍امرأةٌ الرجالَ في هزلهم هنا!

أم كيف تجيب جريئةٌ سؤالًا يسأله رجلٌ لرجلٍ في تعليقٍ! إلا ‍امرأةً مثل والدته.

لا بأس أن تعلِّق ‍امرأةٌ عند رجلٍ بما لا بد منه، فأما هذه البلاوي؛ فأَنَّى!

لا يَبلغ ذكرٌ من أنثى قليلًا أو كثيرًا؛ إلا بتفريطٍ منها على قدْره، ثم تنوح نُواحًا!

يا إماء الله؛ إن السلامة لا يَعْدِلُها شيءٌ، وإنما يصون الله منكنَّ الصائنة.

اللهم من قرأت كتاب عبدك الطريفي (الاختلاط)؛ فأقرِئها كتابها غدًا باليمين.

لو كان استهبال النساء ذلك في زمانٍ كريمٍ؛ لفَتَنَّ به؛ كيف في زماننا!

(الحاجَة، بقدْرها، في غير رِيبةٍ، مع أمْن فتنةٍ)؛ هذي شروط الاختلاط فافقهن.

من أَمِن الفتنة بعُدت عنه السلامة، ومن ادَّعى قوةً وُكِل إلى نفسه.

ألا يكفيكنَّ أهوالٌ شابت بها نواصي الولدان؛ كنتنَّ فيها أسبابًا! متى تنزَجِرن!

كم هممت ألا أجيب سؤال ‍امرأةٍ أو تعليقها؛ على أني غير موسوسٍ!

أعزَّ الله مسلمةً عرَضت لها حاجةٌ فاستعانت عليها برجلٍ، فجنَّبته الافتتان بها.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. لما زوجك يراضيكِ اتراضي،

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

لما زوجك يراضيكِ اتراضي، ولما زوجتك تراضيك اتراضى.

خلُّوا المشاكل بينكم -ربنا يسلمكم- (Ping-Pong)؛ مش أكتر خالص.

ما لِك؟ حصل منَّك كذا، ما لَك؟ حصل منِّك كذا. وفقط.

جنون والله أي شيء يعطل كل شيء؛ شُغل أولى خامس وتالتة رابع.

(اللي موراهوش شغلانة تشغله؛ بيفتح الشباك ويقفله).

حتى لو قصد الواحد منكم بكده؛ جلْب اهتمام التاني لأنه فعلًا بقى ضعيف الاهتمام بيه؛ فغلط تكون وسيلتة للغاية العظيمة دي هي (الاستنزاف) وقت المشكلة، افتكروا كلام ربنا العليم الحكيم في سياق مشاكل الأزواج: “وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ”؛ مفيش نفس بشرية مش مجبولة على الشح، والشح عمومًا: (حرص النفس على استيفاء حظها)؛ فكيف بهذا وقت المشاكل! اللي نفوسكم وعقولكم فيه مش في أحسن أحوالها، ولذلك ربنا الجميل الودود قال مباشرة بعد ذكر الشح: “وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا”؛ مش هيخرَّجكم من مشاكلكم غير (الإحسان والتقوى)؛ الإحسان اللي هو هنا الإيثار؛ إيثار كل واحد منكم حظ التاني على حظ نفسه، والتقوى اللي هي هنا خشية ربنا من الظلم، ثم يختم ربنا الآية بإنه بأعمالكم خبير؛ يعني محدش هيروح صبره وإحسانه عند ربنا، “وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.

كمان يعني إيه طرف ضعيف الاهتمام بالتاني؛ وهو سايبه لحد وقت المشكلة عشان ينبهه بالطريقة دي! وقَّف الطرف التاني جهارًا نهارًا وقل له: اهتم.

تعالى صالحني هتصالحْ ** ونفوقْ سوا للمصالحْ ** دهْ الاستهلاكْ عملْ طالحْ

طول ما مفيش قضية شايلينها سوا؛ هتتسلَّطوا على بعض حرفيًّا.

متخليش زوجتك قضيتك الوحيدة، ومتخليش زوجك قضيتك الوحيدة؛ لازم تكون بينكم اهتمامات مشتركة، ولكل واحد منكم اهتماماته الخاصة بيه.

فرح أي طرف منكم بكونه قضية التاني الوحيدة؛ طفولة في الحب، ومش بتكلم عن الحب الوحيد للمرأة لأنه ده الطبيعي، ولا للرجل لأن قلبه قابل لحب واتنين وتلاتة واربعة ولو فيه جَواري فقشطة جدًّا؛ بتكلم عن القضية.

اتعلموا سوا، اتعبدوا سوا، اهتموا بمصالح المسلمين الربانية والبشرية سوا، العبوا سوا، اخرجوا سوا، حركوا كل اللي سَكن بينكم هيتحرك والله.

متسجنوش نفوسكم في عناوين بتكرارها طول الوقت؛ فإن ما تكرَّر تقرَّر؛ هي: أنا زعلي وحش! هو: أنا غضبي وحش! ده (ربانيًّا) كلام فاضي؛ لأنه لا زعلِك ولا غضبه الوحشين هيسقَّطوا التكاليف، وسعادِتك وجَنابه هتتحاسبوا على كل تصرفاتكم في كل حال، وعلى فكرة اللي بيزني بيزني عشان شهوته وحشة، واللي بيقتل بيقتل عشان غضبه وحش؛ فإيه رأيكم! أما (بشريًّا) فدي أنانية وأنانية قبيحة، مهما غلِّفها كل واحد منكم بغلاف الحب، طظ في زعلِك الوحش طالما اتجوزت وأنجبت، وطظ في غضبك الوحش طالما اتجوزت وأنجبت، أو احترموا نفوسكم ومتتجوزوش، أو اتجوزوا ومتخلفوش! ما هي مش أرحام بتِدفع وأرض بتِبلع، كفاية عالإسلام من أبناؤه؛ واخجلاه من دين الله!

حقيقي الطواغيت كفرة عشان مبدِّلين الشريعة بقوانينهم الوضعية؛ بس ربنا يستر عالمسلمين لو اتحكِّمت فيهم الشريعة من أمراضهم القلبية؛ إنا لله.

بيوت الإسلام مش معصومة من المشاكل؛ لكن بتفرِق جدًّا في نوعها وكَمَّها وكَيفها، وفي الآخر بتِتجبر وتِتستر؛ بالدين، لو ضعُف يبقى الحب، لو ضعُف يبقى الرحمة، لو ضعُفت يبقى العقل، لو ضعُف يبقى المروءة؛ بتِتحل.

أما لو فيه أطفال، وشايفين نموذج معالجتكم للمشاكل (الاستهلاك)؛ فحسبكما طغيانًا عليهم توريثُكما إياه توريثًا عمليًّا، وهو الأخطر آثارًا لو تفقهان.

واحدة كل مشكلتها عند زوجها انها مسترجلة (بمنطقها، ولَّا مجادلتها، ولَّا صوتها)؛ ركزي فيها يا غالية طالما ربنا بصَّرك بيها، واشتغلي على نفسك بكل طريقة فيها، وهتتعافي منها بعزة الله ورحمته؛ مش انت عازمة على التغير لله ولرسوله وللإسلام قبل ما يكون لزوجك، ثم لزوجك المستحق للتغير من ألف وجه، ثم لأولادك اللي هيتعلموا منك تغيير نفوسهم للأفضل! لو متغيرتيش (بمعنى انك مش بتتطوري خالص للأحسن)؛ يبقى انت وحشة فعلًا.

واحد كل مشكلته عند زوجته انه مش بيقتطع من يومه وقت مخصوص ليها، بينما بيقتطع لغيرها عادي جدًّا؛ ركز فيها يا صديقي طالما ربنا بصَّرك بيها، واشتغل على نفسك بكل طريقة فيها، وهتتعافى منها بحول الله وقوته؛ مش انت عازم على التغير لله ولرسوله وللإسلام قبل ما يكون لزوجتك، ثم لزوجتك المستحقة للتغير من ألف وجه، ثم لأولادك اللي هيتعلموا منك تغيير نفوسهم للأفضل! لو متغيرتش (بمعنى انك مش بتتطور خالص للأحسن)؛ يبقى انت وحش فعلًا، ولازم تفهم ان قدرتك على التغير ضِعف قدرة المرأة؛ لأن ربنا قال في نوعك: “وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةً”؛ فجنسك أسبق من جنسها في العقل والدين؛ فإن لله في كل تشريفٍ تكليفًا يناسبه نوعًا وقدْرًا؛ روح قلبي.

حبيبي؛ حَسبك في التغير بالتي هي أحسن للتي هي أقوم؛ صيانة نفسك في الدنيا والآخرة عن السوء ومشابهة أهله، ولأختي مِثْلُه، واستعينا الله.

شَغلكما الله بمَراضيه التي تصلحكما معاشًا ومعادًا، وأعاذكما أن تُشغلا بنفسَيكما فتُهلكاها وأبناءكما، ويكون بقاء بيتكما صوريًّا لا حقيقيًّا، ولسان حالكما: ما بقاء صورة الحياة بيننا؛ إلا لِدَرْأ أعظم المفسدتين! أغاثكما الله.