إن من أخطر ما جنت

إن من أخطر ما جنت عليه الأنظمة الطاغوتية الحديثة؛ “أوقاف المسلمين”؛ تلك المفخرة المجيدة من مفاخر الإسلام التي جبرت من كسور المسلمين -في امتداد تاريخهم وجغرافيتهم- شيئًا عظيمًا.

نذكر باللعن -في مصر أنموذجًا- وغدين؛ كان للأول مبتدأ الطغيان عليها، وللثاني منتهاه؛ محمد علي باشا، وجمال عبد الناصر، من قرأ عن أوقافنا المنهوبة -في عهديهما- عرف ما اقترفوا فيها.

أموالٌ لا تحصى عدًّا، وأرَضُون لا تستقصى حدًّا، في بدائع من روائع أوقاف المسلمين (التي حبس أهلُها أعيانَها وسبَّلوا منافعَها)؛ غصبها هؤلاء المجرمون لأنفسهم؛ أعاننا الجبَّار على استردادها.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. قطعةٌ شهيةٌ في علامات

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

قطعةٌ شهيةٌ في علامات المحبة؛ لسيدنا ابن حزمٍ الجميل رحمه الله، قال: “ومن علاماته وشواهده الظاهرة لكل ذي بصرٍ؛ الانبساطُ الكثير الزائد، والتضايقُ في المكان الواسع، والمجاذبةُ على الشيء يأخذه أحدهما، وكثرةُ الغمز الخفيِّ، والميلُ بالاتكاء، والتعمدُ لمسَ اليد عند المحادثة، ولمسُ ما أمكن من الأعضاء الظاهرة، وشربُ فضلة ما أبقى المحبوب في الإناء، وتحرِّي المكان الذي يقابله فيه”.

المحبون وحدهم يحسون حكمة الله

المحبون وحدهم يحسون حكمة الله في ذكره قبل النوم.

سلوا قلوبهم عن لذة وصالهم قبل نعاسهم؛ تسمعون عجبًا.

وآخرُ شيءٍ أنتَ في كلِّ هَجْعَةٍ ** وأولُ شيءٍ أنتَ وقتَ هُبُوبي

تنشد النفسُ بحديث محبوبها في ليلها -بعد مكدِّرات يومها- صفاءها.

لا أشك في أن العزلة

لا أشك في أن العزلة على أكثر الناس -هذا الزمانَ- حرامٌ؛ إلا (قليلًا، كل حينٍ، على وعيٍ بها وإحسانٍ فيها)؛ يعتزل أحدنا بدعوى فساد الزمان وأهله، فيفرغ لملاقاة الفساد كله -وحده- مختليًا.

إن لكل أنواع العزلة -في شريعة الله تعالى- أحوالًا وأحكامًا وأهلًا؛ فتفقهوا يا عباد الله الطيبين.

“احنا مستورين ببعض”؛ ذلك ما أعتقد وأقول من قديمٍ؛ احفظ بعضًا ببعضٍ يا ذا الجلال والإكرام.

يا شهود الفجر؛ هذه هبةٌ

يا شهود الفجر؛ هذه هبةٌ من ربكم جلَّ جلاله؛ فأيكم يقبل عن الله هبته؟ لا أغلى ولا أحلى ولا أعلى.

قال شيخ الإسلام: حدثني أبي، عن محيي الدين بن النحاس -وأظني سمعتها منه- أنه رأى الشيخ عبد القادر في منامه، وهو يقول -إخبارًا عن الحق تعالى-: “من جاءنا تلقيناه من البعيد، ومن تصرف بحولنا ألنَّا له الحديد، ومن اتبع مرادنا أردنا ما يريد، ومن ترك من أجلنا أعطيناه فوق المزيد”.

رضي الله عن ابن تيمية وعن أبيه وعن ابن النحاس وعن الجيلاني، ونفعنا بهم في الدارين أجمعين.